ام عراقية تفقد اطفاله وتعانق دماءهم في الشوارع مفجوعة وثكلى
كما في كل انفجار,عندما لا تخرج جهة لتتبنى العملية ,ومع تخبط حكومة العملاء وتسترها على الجناة , ومع ذلك الكم الهائل من التاقضات في التصريحات, ومع "اطنان" الكذب الذي يعتلي تصريحات الجهات الحكومية والامنية,لا نجد سوى ان نلجا الى الاسلوب المعتاد في التحليل حيث نعمد الى سرد جميع الاحتمالات الممكنة ثم نقوم بترجيح احد تلك الاحتمالات والذي نجد انه الاوفر حظا للترجيح, او ان نترك الترجيح للقاريء الذكي الفطن ليصل الى النتيجة بنفسه, وعلى هذا الاساس سوف نحاول اليوم معرفة الجهة التي تقف وراء تفجيرات بغداد
على امتداد الساعات الحزينة والطويلة التي تلت التفجيرات الجبانة ( كلمة الجبانة هنا ليست شتيمة بل صفة أطلقها على أفعال قام بها أشخاص جبناء يخافون مواجهة خصومهم فيستعملون العبوات والسيارات المفخخة والانتحاريين المغيبي الوعي والضمير والإحساس و أحيانا أيضا وللتغطية على الطابع الجبان لهذه الأفعال يعمد الفاعلون إلى إطلاق ثلاثة أو أربعة قذائف هاون لكي يقال فيما بعد أن هجمات بالقذائف قد حدثت !) على امتداد تلك الساعات كرر الإعلام العراقي الطائفي بشقية الشيعي ورأس حربته قناة العراقية البائسة والسني ورأس حربته التي لا تقل بؤسا " الشرقية " ذات الروايات والاتهامات والعروض الانتقائية لآراء الجمهور العراقي بعد "فلترتها" جيدا
خرجت المفخَّخات من تحت القبَّة البرلمانية بالتأكيد، وإلا فما وجه اقترانها بالأحداث التي تحصل تحت هذه القبة اللعينة، فكلما حصلت مهزلةٌ في البرلمان، حصلت في موازاتها بالضبط سلسلةٌ من الإنفجارات الكارثية التي يذهب ضحيتها مئات العراقيين، وكلما اقتربنا من موعد الإنتخابات المشؤومة في ظلِّ صراعات الأحزاب على التحالفات وإعداد الأجواء والفضاءات المناسبة لأن تسيطر قوىً على غيرها في الإنتخابات البرلمانية المقبلة احترقت شوارع بغداد خصوصاً، والمحافظات عموماً، بالمفخخات والعبوات الناسفة وما إلى ذلك من وسائل الخراب الفجائعيِّ في البلاد.
هذه التفجيرات قامت بها جهة متنفذة في الحكم ولها خلافات وصراعات على السلطة مع جهة أخرى منافسة لها ومدعومة من دولة إقليمية معروفة ولها أطماعها في العراق.
والترجمة الفعلية لهذا الكلام هي ( هذه التفجيرات قام بها حزب الدعوة المدعوم من) طبعا لا أحد يتعب نفسه فيقدم دليلا ماديا أو شبه مادي فالأمور محسومة، وما على العراقيين سوى تصديق ما يقوله هؤلاء، وإلا فهم ليسوا عراقيين و حتى إن كانوا عراقيين فهم عملاء لإيران والاحتلال والمريخ !
أين خطة فرض القانون ؟ أين تصريحات محمد العسكري ، ومؤتمرات الكاذب قاسم عطا الصحفية ؟ أين إرشادات عبد الكريم خلف الأمنية ؟ أين كل هذا وذاك من تفجيرات اليوم الدامية المرعبة ، المنظمة التي توحي بأن المعركة الحقيقية ابتدأت من هذا اليوم ، وان النزال سيكون عنيفا وعنيفا جدا ، وساحته دماء العراقيين الأبرياء ، الفقراء الذين لا يمنعهم من الخروج في البحث عن الخبز ،
الاخرون الذي يعملون في مستشارية رئيس الوزراء ووزير الامن الوطني الى اخر القائمة في الوزارات الامنية عليكم ان تقدموا استقالتكم ان كان لديكم مثقال ذرة من الحياء.... ألم تشاهدوا دماء الابرياء يا حرامية؟!
اين المليارات من الدولارات التي تصرف عليكم وعلى حماياتكم التي تجوب شوارع بغداد وتنتهك كل الحرمات ؟!
اين المليارات من الدولارات التي تصرف على كل القطاعات الامنية في الحكومة وخارجها؟!
ما ذنب الشعب العراقي الصامد وما ينزفه من دماء ؟ أم أن دمائه في عيون الساسة المتصارعون على المناصب هي ماء فحسب ؟