ربما يتبادر سؤال مهم جدا لدى الكثير وهو لم لايطرق المهدي ع باب مراجع الدين وياتيهم بمعجزه خارقه كما فعل موسى ع مع فرعون ثم بعد ان يتضح لديهم صدق تلك المعجزه القاهره يباشر المراجع باصدار فتاوي لمقلديهم بظهور المنقذ الامام المهدي محمد بن الحسن ع وعلى الناس السمع والطاعه والاستعداد لمرحلة الخروج كي يتسنى للامام نشر الاسلام والعدل والقسط في كل ارجاء المعموره وكفى الله المؤمنين القتال وبذلك حصل اختصار للوقت والجهد انتهى السؤال0
قبل الاجابه علينا ان نذكر قاعدة مهمه جدا وهي ان الله تعالى يريد ان يعبد من حيث يشاء لامن خيث يشاء المخلوق وان الله حين خلق الخلق غنيا عن طاعتهم امن من معصيتهم فلاتنفعه طاعة من اطاعه ولاتضره معصية من عصاه هذا اولا وثانيا قول الله تعالى لايسأل عما يفعل وهم يسألون(الانبياء23) وقوله تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وقوله تعالى
افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون(البقره87) 0
ساحاول الاجابه على السؤال المطروح وهو لماذا اليماني بحول الله وقوته وتوفيقه واستغفر الله من الزلل والخطأ في اجابتي سائلا الله تعالى ان اكون اصبت الحق والحق احق ان يتبع0
الاجابه بنقاط
1-من خلال مطالعة قصص الانبياء واوصيائهم ع وجدنا ان هناك حالة متماثله في كل دعوى وهي ان اول المعارضين للدعوى هم العلماء الغير عاملين بما نسميهم اليوم وعاظ السلاطين لانهم جعلوا الدنيا نصب اعينهم فباعوا اخرتهم بدنيا غيرهم وليس لهم هم الا الشهرة وحب الرئاسه وملء جيوبهم واستحمار الناس ولعل اول من يخذل الانبياء والاوصياء هم العلماء الغير عاملين كما جاء في قصص علماء اليهود والنصارى مع علمائهم0
2-من الواضح جدا ان ظاهر المسلمين اليوم عموما غير باطنهم الا ماندر كما وصفهم الله تعالى واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤون (البقره14) وقوله تعالى واذا جاؤوكم قالوا امنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله اعلم بما كانوا يكتمون وقوله تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم (يوسف53) لذا نحن نعيش في مجتمع يعاني من الانحلال الديني والاخلاقي فترى الناس ظاهرها مليح وباطنها قبيح لايامرون بالمعروف ولاينهون عن المنكر فبالرغم من وجود عشرات الملايين الذين يدعون مشايعة ال محمد ع ظاهرا الا ان باطنهم يقول انهم في وادي غير الوادي الذي سلكه ال محمد ع وتشيعهم صوري فقط اضف الى ذلك مايقرب من مليار ونصف يدينون بمذاهب الفرق الاسلاميه التي اضاعت دينها ودنياها فليس من الغريب انعدام المخلصين في هذا الزمان اخر الازمنه التي يطلع عليها قائم ال محمد حيث ورد انه لايقوم القائم الا على شرار الناس وكما وصف العتره ع هذا الزمان بانه شر الازمنه وفقهائه شر فقهاء كما وصف النبي ص يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه ، ولا يبقى من القرآن الا رسمه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر مَن تحت أديم السماء الخ الحديث الشريف وقوله ص لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم ) ! ...
وفعلا اليوم لم نسمع ولم نرى شخصا استجيب دعائه بل ورأينا تسلط الاشرار والطغاة علينا وذلتنا ظاهره للقاصي والداني وبما انه عرف السبب بطل العجب0
3-انتشار ظاهرة سباق التسلح ولااعني التسلح بالاسلحه التقليديه والكيمياويه والبايلوجيه والنوويه انما اعني سباق التسلح بسلاح اخر هو اخطر مما ذكرت الا وهو السلاح الاعلامي او المعنوي الذي قتل الارواح قبل الابدان وصير الناس الى دمى لاتملك لنفسها نفعا ولاضرا بل كاصنام من الحجاره كما وصفهم الله تعالى واذا رايتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كانهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون(المنافقون4) فترى الناس هذه الايام ينعقون وراء كل ناعق فترى المرء تارة مومنا تارة كافرا تاره ملحدا تاره كذا وكذا كما وصفهم امير المؤمنين ع يمسي مؤمنا ويصبح كافرا وليس للمقلد حاجه في حق سوى ان ينصر الفقيه الذي يتبعه ولو بالكذب والاغرب من ذلك ان الفقهاء صمتوا دهرا ونطقوا كفرا فلاتراهم في تلفاز ولاصحيفه ولامنبر ولافيديو ولقاء ولاحتى يقيمون شعائر الزياره لمراقد الائمه الاطهار ع واقول لهم انتم كما وصفكم الله تعالى اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون 0(البقره44)
4-هل سمعتم يوما ان هناك مصيبه مرت على الامه الاسلاميه وتصدى لها علماء الدين واطفئوا الفتنه؟ فمن تكالب الغرب علينا الى تكالب الطغاة الى تكالب الفتن نرى العلماء مكتوفي الايدي متفرجين وكأن الامر لايعنيهم والذئاب تنهش بنا ولعل مايحصل اليوم على الساحه من ويلات ومصائب خير دليل وماخفي كان اعظم بينما رسول الله ص يقول اذا ظهرت الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه والا عليه لعنة الله وملائكته والناس اجمعين0
5-ان من اعظم قول لرسول الله ص اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي الخ الحديث الشريف فبربكم هل نحن نعمل بالقران؟ هل نعمل بقول العتره؟ اننا ضيعنا الثقلين ضياعا مافعله احد من قبلنا فضرب الله علينا الذله والمسكنه وجعلنا في تيه كتيه بني اسرائيل فلو اذن الله تعالى للثقلين ان ينطقا بعباره واحده لقالا لهذه الامه ضيعتمونا ضيعكم الله ولاحول ولاقوة الا بالله
6-كم من ايه في القران الكريم تؤكد ان ايمان المرء يخضع للاختبار لتمحيص المؤمن من المنافق كما جاء في الايات الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور(الملك2) وقوله تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم(الانعام165) وقوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن وقوله تعالى واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن(الفجر16) نستدل مما ورد ان الله يختبر خلقه وليس الخلق من يختبر ربه فلايسئل سبحانه عما يفعل وانتم تسئلون ولعل هناك قصه طريفه وردت في كتاب جامع السعادات تدور حول حوار جرى بين النبي عيسى ع وابليس لعنه الله حينما قال الاخير لنبي الله ياروح الله الست تؤمن ان القضاء والقدر من عند الله ولايصيبك الا ماكتب الله لك فقال المسيح بلى فقال ابليس لع اذن القي بنفسك من اعلى الجبل لنرى فرد عليه المسيح ع قائلا يالعين هل المخلوق يختبر الخالق ام الخالق يختبر المخلوق فبهت ابليس لع واليوم يريد البعض بل الاكثريه الا ماعصم الله بلطفه ان يامر الله تعالى الامام محمد بن الحسن ان يستجدي-حاشاه-عطف المرجعيه ويطلب نصرتهم ويتوسلهم واي مرجعيه مرجعية الذل والهوان مرجعيه الديمقراطيه الامريكيه اصحاب السقيفه الثانيه تعسا لهم ولسقيفتهم الاولى والثانيه0
7-قوله تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون ولانستغرب ذلك لان الله يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور فلو علم ربك تعالى ان هؤلاء فيهم خيرا او نصرة لامامهم لما توانى عن ذلك ولكنهم كما قال تعالى فيهم مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين(الجمعه5) وكي يقطع حجتهم لابد من اختبارهم والحقيقه انهم فشلوا جمله وتفصيلا وسقطت اقنعتهم واحدا تلو الاخر وبان عجزهم بل بان كذبهم ونفاقهم قبحهم الله0
8-الان نريد ان نراجع رواية الامام الباقر ع حول اليماني وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج ...الخ الروايه
كل فقهاء الشيعه يؤمنون بهذه الروايه ويمؤمنون بوجود شخصية اليماني فلما جائهم اليماني انكروه بالرغم من الادله النقليه والعقليه والاخبار والسير والرؤى والمعجزات بل والعلم واي علم والله لاينطق به الا نبي او وصي نبي ودونكم كتب اليماني فراجعوا كتاب المتشابهات ومن المعلوم ان المتشابه من العلم الخاص بالمعصومين حصرا وليس هذا بالغريب من علماء وفقهاء اخر الزمان فقد سبقهم اخوتهم اليهود والنصارى عندما كانوا يقرون بوجود رجل اسمه محمد في كتبهم يبعثه الله نبيا وكانوا سباقين للقائه عندما استوطنوا يثرب لانهم قرأوا ان النبي سياتيهم فيها منقذا كما جاء في كتبهم واسفارهم وقراوا كل صفاته وعلاماته فلما جائهم مبشرا انكروه وجحدوه لانه لم يكن من بيوتهم ولامن قبائلهم وعلمائهم وكذلك اليوم مراجع الدين كل واحد منهم يقول لابد للامام ع ان يطرق بابي قبل غيري وياخذ رايي ويعرفني بنفسه ولربما يطلبون بطاقته الشخصيه حسب مقتضيات ارائهم وبواني اصولهم التي لاتسمن ولاتغني من جوع0
9-فلنسلم جدلا ان احمد الحسن ع ليس اليماني الموعود فهل يستطيع فلاسفة الزمان واعجوبة الدهر اعني بهم الفقهاء ان يبينوا لنا صفات اليماني الذين يعتقدون به وياترى ماهي الدلائل التي سياتي بها يمانيهم الذين يعتقدونه هل له اوزان واطوال حددوها في كتبهم التي كتبوها بايديهم؟ وان جاء اليماني الذين يعتقدون به هل سيدعو لديمقراطيتهم وفتاويهم التي بان عجزها وظهر نتنها؟
10-اقول فلنفكر بهذه الروايات الوارده عن ال محمد ونحاسب انفسنا قبل ان نحاسب مثلا في كتاب الغيبه للشيخ النعماني ص 220: عن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع ) إنا نصف صاحب الأمر بالصفة التي ليس بها احد من الناس , فقال لا والله لايكون ذلك حنى يكون هو الذي يحتج عليكم -اي انكم لن تعرفوه حتى يعرف نفسه لكم ويحتج عليكم بحقه وعن أبي جعفر (ع): ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حَرُم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق والى صراط مستقيم ...) غيبة النعماني ص 264 .وقول الامام الباقر ع إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه -المعجم الموضوعي767
الخاتمه
من اراد الحق فاية تكفيه ومن لم يرد الحق فالكافي لايكفيه ومن الاجدر بالمنصف ان لايبخس حق رجل اوصى به رسول الله ونص عليه بوصيه لايردها الا من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله وانبياءه والوصيه والعلم والصفات والعلامات تجونها بصوره مفصله في مواقع الدعوه المباركه التي يفوح شذاها نعمه ورحمه بما تفضل علينا بها الامام احمد الحسن وصي ورسوله من كتبه وخطاباته وكتب ومناظرات انصاره وفقهم الله ارجوا منكم الاطلاع عليها وان الله يهدي من يشاء
والحمد لله رب العالمين
الكاتب الاخ ابو حسين الانصاري
________________________________________