مسرحية من مشهد واحد ( بانتومايم )
الوفـــــــــــــــــــــاء
تأليف حميد شاكر ألشطري
المنظر/ مواضع متناثرة بصورة غير منتظمة
تفتح الستار تدريجيا يصاحبها موسيقى حسب ما بتطلبه الجو العام للعرض
وفي عمق المسرح تستخدم شاشة أو قطعة قماش بيضاء لاستخدامات يتطلبها العمل المسرحي
الموسيقى ترتفع تدريجيا
اناشيد وطنية تدل على إن الحرب قد اشتعل فتيلها
وجوه جنود كالحة وأرجل متعبة أعياها الانتظار -- انتظار النصر-- الحياة أو الهزيمة واعني الموت-- الموت شبح يحف بهم--
إبصارهم شاخصة نحو الأفق البعيد
ترتفع موسيقى الموت تدريجيا--تفزع القلوب رعبا-- الخوف يدب في أجسادهم أينما تتجه إبصارهم
الشبحان يخرجان من زاويتي المسرح و يتجهان سويتا بخطى حثيثة إلى موضع في وسط المسرح تماما --يتبادلا النظرات -- تتخللها موسيقى غاية الرعب – صاخبه تصاحبها إضاءة من لونين متعاقبين اللون الأحمر والأصفر-- الموسيقى تعزف سيمفونية الموت
أصوات مع الموسيقى لايفهم كلماتها -- صفير الريح العاصف
يتقدم الشبحان --
يسلط عليهما الضوء على شكل دائرتين ضوئيتين -- يستمران بالتقدم تطفىءالأنوار --
الضوء يحدد على وجهيهما فقط وذلك بالاستطاعة المخرج استخدام المصابيح الصغيرة (التو رج القلم ) ويضعه مقابل الفم ليكون من المنظر أشباح --
تسلط بقعة ضوئية باهته على الموضع --
يجفل الجميع من هول المصيبة --
يتراجع الشبحان يتجهان الى أسفل وسط المسرح وإمام الموضع مباشرة
يلتفتان إلى الموضع
يتصارع الاثنان للوصول الى الموضع --
يخرج احد الجنود وبمساعدة الآخرين من موضعه سلاح ثقيل
صوت الطائرات وقصفها لايفسح المجال لهم --
يقترب صوت الطائرات حتى وكأنه فوق الرؤوس --
ينبطح الجميع داخل الموضع
الشبحان لايكترثا بالموقع وما يحدث بالجنود
الطائرات تصيب الموضع
ينهض احد الجنود بإصابة خفيفة بعد إن يتلمس جسده المعفر بالتراب --
ينفض التراب عن ملابسه ووجهه --
يسير زاحفا ببطيء وكان الموت جاثم على صدره --
يستقر الموقف --
يختفي الشبحان --
يلتفت إلى الخلف برهة لم يجد الشبحان وكان الهدوء قد حمله على راحتيه --
ينهض بقامته القصيرة وجسمه الممتلئ
يتفحص أصدقاءه الجند --
ينظر إليهم الواحد تلو الأخر --
يفرك راحتي يديه فاقد الأمل من كونهم فارقوا الحياة --
يتجه نحو جثة لصديقه الحميم انقلبت لتوها --
يقترب من الجثة --
يجلس قبالتها
يمد يده إلى يد الجثة -- يرفعها تقع على الأرض --
يضع إذ نه قرب منطقة القلب
يرفع رأسه ويضرب على فخذية --
يمد يده على عنق صديقه وينتزع منها القرص المعلق برقبته
يمد يده إلى رقبته وينتزع القرص منها أيضا يرمي الاثنان خارجا بعيدا --
وما أن يفرغ من ذلك حتى يسمع صوت دبابات يقترب وأصوات جند من لغة أخرى --
ينزع فانيلته ويلوح بها واضعا يده بيد الجثة معلنا الاستسلام
-- يدخل جند العدو ليخلصوا الجندي من الجثة التي تعلق بها بعد إن فتشوه -- لم يفلحوا من تخليصه منها ينهالوا عليه بالضرب حد الإغماء --
يؤشر لهم الضابط بيده إشارة التوقف والكف عن هذا الأسلوب
يتقدم الضابط وينحني للجثتين ويقبلهما --
ينهض بقوة ويأمر برفع الجثمان وتشيعه--
يركض الجنود لرفع الجثث وحملها بصور ة جنائزية
يسير الجميع باتجاه القاعة حتى خروجهم مع الموسيقى الجنائزية ويعزف السلام الجمهوري العراقي أثناء الحرب العراقية الإيرانية للدلالة على الحدث