السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- الصحابة من منظور إلهي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن استن بسنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين
أما بعد:
نحن معكم في هذا الموضوع العظيم الذي يتحدث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ليس حديثنا عنهم من أحاديث الناس ولكن ننظر مَن الذي تحدث عنهم
الذي تحدث عنهم ليس بشراً ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي تحدث عنهم فالله تعالى لما يتحدث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يدل على أنهم لهم مقاما وشرفا ومكانة عند الله سبحانه وتعالى.
فقد تحدث الله عنهم في القرآن بأمور كثيرة
1
أن الله هو الذي اختارهم لصحبة محمد صلى الله عليه وسلم لم يخترهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من البشر بل الله هو الذي اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
فقال سبحانه: ﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين﴾ فالذي أيد النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين ونصره بهم هو الله سبحانه وتعالى.
2
أن الله سبحانه وتعالى ألّف بين قلوبهم لم تجمعهم المطامع الدنيوية ولا المناصب ولا الوزارات بل جمعهم الحب في الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: ﴿وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم﴾ إذن هذه القضية العظيمة هي تأليف القلوب واجتماعها ومحبتها وتعاونها من الذي جمع الصحابة عليها؟ وجعلهم متحابين متعاونين؟ إنه الله سبحانه وتعالى ﴿ألف بين قلوبهم﴾.
قد تجتمع الأجساد لكن الأرواح تكون متنافرة لكن قلوب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعة من الذي جمعها؟ إنه الله تعالى.
لم تجمعهم المناصب ولا الأموال؛
ولهذا لم يفقه المنافقون هذا الأمر فطلبوا من أهل المدينة أن يمنعوا النفقة والتعاون مع الصحابة ليتفرقوا كما قال سبحانه: ﴿هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا﴾
إذن المنافقون فهموا أن الصحابة إنما اجتمعوا لأمور مادية وأموال!!،،
ففهّمهم الله أنه لم تجمع بينهم الدنيا ولم يجتمعوا من أجلها.