3
أن الله قد رضي عنهم فقال في كتابه: ﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه﴾
وقال: ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ الفتح/18,
إذن لما رضي الله عنهم يدل على أنهم قد فعلوا ما يرضي الله سبحانه ولم يفعلوا ما يسخط الله لأنهم لو فعلوا ما يسخط الله ما رضي عنهم،
فإن الله قال في كتابه الكريم: ﴿فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين﴾
فلو كان الصحابة فسقة - معاذ الله وحاشاهم أن يكونوا عصاة - ما رضي الله عنهم.
والرضا إذا ذكره الله في القرآن هو قسمان:
رضا معلق بوصف
ورضا معلق بشخص.
فالرضا المعلق بشخص لا يمكن أن يغيّر ولا يمكن أن يبدّل،
لكن الرضا المعلق بوصف متى أتى به الشخص رضي الله عنه
وإذا تخلى عن هذا الوصف تخلى الله عن رضاه.
لكن الصحابة رضي الله عنهم رضي الله عنهم بأعيانهم فقال تعالى ﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة﴾ . فسبب رضاه عنهم بفعلهم أنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم.
4
أيضا تاب الله عليهم ﴿لقد تاب الله عن النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة﴾ فإذا كان الله تاب على الصحابة فمهما فعلوا,, فما دام جاء العفو الرباني من فوق سبع سموات فمن الذي سيحاسبهم إذا أخطؤوا وأذنبوا؟! مادام جاء العفو والتوبة من فوق سبع سموات؟!
فهل يحق لأحد من الناس أن ينظر في خطأ وقع فيه أحد الصحابة من شيء مضى ثم يبدأ يفتش السجلات؟ فيقول الصحابي الفلاني وقع في خطأ كذا يوم كذا!!
فنقول الله تاب عليه فبعد توبة الله عليه هل تأتي آنت وتحاسب الصحابة وتقيم لهم محاكم تفتيش في هذه الأرض؟! والله الحكم العدل قد تاب عليهم.
معاذ الله إن الله هو الغفور الرحيم وهو الذي أخبر أنه تاب عليهم فلا يمكن لإنسان لمطامع وأهواء يريد أن يحاسب الصحابة من أجل أغراض دنيوية يريد أن يقيم بها مآربه حاشا لله لن توبة الله إذا جاءت مهما فعل الإنسان.
نسأل هل الصحابة قبل إسلامهم كان عندهم شرك؟
نعم ثم أسلموا فقبل الله توبتهم وإسلامهم ثم أخبر أنه قد تاب عن المهاجرين والأنصار. إذن فينبغي للإنسان أن يأخذ بعفو الله عز وجل ولا يلتفت لأي إنسان يخّرج أخطاء للصحابة فهم قد تاب الله عليهم.