السلام عليكم.......
إذا كان القتل والإبادة الجماعية جرائم تستنكرها البشرية، فإن الشرك بالله - عز وجل - أعظم جريمة على الإطلاق، فإن تلك جريمة في حق الإنسان، وهذه جريمة في حق الله تعالى، وحق الله أعظم من حق الإنسان، فالله هو الذي خلق الإنسان ورزقه وأعطاه ووهب له الصحة والمال والولد، فإذا به يترك حق عبادته ووجوب شكره ليعبد غيره ويتقرب إلى سواه .
ولخطورة الشرك فقد ورد التحذير منه في العديد من الآيات القرآنية، وتنوع الخطاب القرآني في ذلك، بدءا من التحذير منه وبيان خطره، وانتهاءً ببيان حكم المشرك وعاقبته في الآخرة،
قال تعالى في بيان عظم جريمة الشرك: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم }[لقمان: 13]، فوصف الشرك بالظلم العظيم لأنه تعدٍّ على حق الله تعالى علمياً وعملياً، علمياً باعتقاد إله غير الله، وعمليا بعبادة غيره سبحانه .
وبيّن سبحانه قلة عقول أهل الشرك، وسذاجة أحلامهم في عدولهم عن عبادة الله إلى عبادة غيره ممن لا يخلق، ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، فقال سبحانه: { أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون }(الأعراف: 191). وقال تعالى: { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم }(يونس: 18). ومع وضوح عجز آلهة المشركين المصطنعة إلا أنهم يعبدونها بزعم أنها تشفع لهم عند الله، فأجابهم الله بقوله: { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض } وما لا يعلمه الله فلا وجود له، فكيف تزعمون أن تلك الآلهة الباطلة تشفع لكم عند الله، وهو سبحانه ينكر عليكم عبادتها، ولا يعترف لكم بشفاعتها !!
وبيّن سبحانه في آيات كثيرة ثواب من أتى بالتوحيد والعمل الصالح واجتنب الشرك وأنه موعود بلقاء الله وكرامته، قال تعالى: { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }(الكهف:110).
قال تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيماً }(النساء : 48)، فالشرك هو الذنب الذي لا يغفره الله - عز وجل - يوم القيامة، ومصير المشرك إن مات على شركه جهنم خالداً فيها دونما أدنى أمل في النجاة،
وفي القرآن الكثير من الآيات التي توضح حكم الشرك وحال المشركين في الدنيا والآخرة، وهي أكثر من أن تحصر في مثل هذا المقال، وفيما قدمنا كفاية في بيان خطورة الشرك وعاقبة المشرك يوم القيامة
فهل بعد هذا كل من يوضح الشرك والألفاظ الشركية ويحذر من خطورتها فهو متشدد ومتطرف وأصولي ... ويلقب بألقاب ما أنزل الله بها من سلطان.
حسبي الله ونعم الوكيل