عوض الشناوي
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 24/02/2012
| موضوع: سؤال الي كل شيعي يريد الحق قد وضح المقال ان استفادوا ولكن ان ترك العناد الخميس مارس 22, 2012 7:16 am | |
| بعد وفاة الحسن العسكري، ولم يخلف أولاداً تفرق شيعته وانقسموا إلى أربعة عشر فرقة. فقال فرقة منهم إن «الحسن العسكري» لم يمت بل هو حي وقد غاب وسوف يظهر، وقال سبع فرق آخرين أنه لم ينجب ولداً أصلاً، ونحن مهما بحثنا وتفحصنا لم نجد له ابناً خلال حياته وبعد موته، وقالت فرقة واحدة من بين تلك الفرق الأربع عشرة إن «جعفرَ» أخ «الحسن العسكري» هو خليفته، وقالت فرقة أخرى من تلك الفرق الأربع عشرة: نحن لا ندري هل كان للحسن العسكري ولد أم لا؟ وقالت فرقة أخرى منهم بقول مشابه لقول «الفطحية» وأثبتوا أن جعفرَ أخا الحسن العسكري هو خليفته في الإمامة، وقالت فرقة واحدة من تلك الفرق فقط إنه كان للإمام الحسن العسكري ولدٌ اسمه «محمد» وقد غاب واستتر، وابتدع هؤلاء روايات بشأنه
الحجه الغائب أن الإمام المهدي «حجة الله على عباده» والشيعة تؤمن فعلاً بهذا الأمر، هذا في حين أن الله تعالى يبين لنا في القرآن أنه أتم الحجة على الناس برسله وأنه باختتام الرسل تمَّت حجة الله وانتهت: قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/165)وإذا تدبرنا الآية التي جاءت قبل هذه الآية مباشرةً وجدناها تقول: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا. وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً. رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء/163- 165]. فهذه الآيات تبيِّن بوضوح أن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهم وتعاليمهم،
وقد جاء نحو ذلك في الخطبة رقم 90 المعروفة باسم «خطبة الأشباح» في «نهج البلاغة» ونصه: «فَأَهْبَطَهُ [أي آدم عليه السلام] بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ ولِيُقِيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ ولَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهِ ويَصِلُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ وبَلَغَ المَقْطَعَ عُذْرُهُ ونُذُرُهُ».
أما عقلاً: فإذا قلنا إن حجة الله بين المسلمين اليوم هي كتاب الله (القرآن) نكون قد قلنا صواباً، لا سيما أن الله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ......﴾ (الحديد/25).
فإن قيل: إن إمام الزمان «حجة الله»،
قلنا: إن الآيات والأحاديث تقول خلاف ذلك، ونقول عقلاً أيضاً: لماذا يخفي الله تعالى حجته عن الأنظار؟
أليست سنة الله في عباده – كما تبينها آيات القرآن الكريم – أن يتم حجته على الناس بكل وضوح وجلاء؟ وأنه قد بدأ بإتمام حجته بإرسال الأنبياء وانتهت حجته بخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
ثم إنه كيف يعذب الله تعالى الناس إن لم يؤمنوا بهذه الحجة (أي الإمام القائم)؟
أفلا يحق للناس أن يقولوا يوم القيامة: يا رب! لقد كانت حجتك غائبة فمن أين لنا أن نعلم أنها كانت موجودة فعلاً؟؟.
و طبقاً لما ذكره «النوبختي» المتوفى سنة 301 هـ والذي أدرك ثلاثة من الأئمة - أن الشيعة انقسمت بعد وفاة الإمام الحسن العسكري إلى أربع عشرة فرقة:
1- ففرقةٌ قالت: إن الحسن بن علي حي لم يمت وإنما غاب وهو القائم ولا يجوز أن يموت الإمام ولا ولد له ولا خلف معروف ظاهر... 2- وفرقةٌ قالت: إن الحسن بن علي قد صحَّت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الأخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، وصح بمثل هذه الأسباب أنه لا خلف له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت أن لا إمام بعد الحسن بن علي وأن الإمامة انقطعت، وذلك جائز في المعقول والقياس، فكما جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد فلا يكون بعده شيء، كذلك جاز أن تنقطع الإمامة. 3- وفرقةٌ أخرى قالت: أن الحسن بن علي قد مات. وصح موته ولا خلف له وانقطعت الإمامة إلى وقت يبعث الله فيه قائماً من آل محمد ممن قد مضى، إن شاء بعث الحسن بن علي وإن شاء بعث غيره من آبائه. 4- وقالت فرقةٌ: إن الحسن بن علي توفي ولا عقب له والإمام بعده جعفر بن علي أخوه، وذهبوا في ذلك إلى بعض مذاهب الفطحية في عبد الله وموسى ابني جعفر. 5- وقالت فرقةٌ بمثل مقالة الفطحية أن الحسن بن علي توفي وهو إمام بوصية أبيه إليه، وأن الإمامة لا تكون إلا في الأكبر من ولد الإمام، ممن بقي منهم بعد أبيه فالإمام بعد الحسن بن علي: جعفر أخوه، لا يجوز غيره إذ لا ولد للحسن معروف ولا أخ إلا جعفر في وصية أبيه، كما أوصى جعفر بن محمد (أي الصادق) إلى عبد الله لمكان الأكبر ثم جعلها من بعد عبد الله لموسى أخيه. 6- وقالت فرقةٌ: لا ولد للحسن بن علي أصلاً لأنا تبحرنا ذلك بكل وجه وفتشنا عنه سرا وعلانية، وبحثنا عن خبره في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده، ولو جاز أن يقال في مثل الحسن بن علي وقد توفي ولا ولد له ظاهر معروف، أن له ولداً مستوراً، لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبي صلوات الله عليه أن يقال خلف ابنا رسولاً نبياً، ولجاز أن تدَّعي الفطحية أن لعبد الله بن جعفر ولداً ذكراً إماماً! 7- وقالت فرقةٌ: نحن لا ندري ما نقول في ذلك وقد اشتبه علينا الأمر فلسنا نعلم أن للحسن بن علي ولدا أم لا؟ أم الإمامة صحت لجعفر أم لمحمد؟ وقد كثر الاختلاف. إلا أننا نقول أن الحسن بن علي كان إماماً مفترض الطاعة ثابت الإمامة، وقد توفي وصحت وفاته، والأرض لا تخلو من حجة، فنحن نتوقف ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعده، ولا ننكر إمامة أبي محمد ولا موته، ولا نقول أنه رجع بعد موته ولا نقطع على إمامة أحد من ولد غيره، ولا ننتميه حتى يظهر الله الأمر إذا شاء ويكشف ويبينه لنا([1]).
وعلي أي حال كان هذا حال شيعة الإمام الحسن العسكري في زمنه، وتلك كانت عقيدتهم بشأن ابن الإمام الحسن العسكري، رغم أنهم كانوا معاصرين له، فما بالك بحال من جاء بعدهم إذن؟؟ فهل هكذا تكون حجة الله على عباده؟؟
ثم نسأل: ما هي فائدة مثل هذه الحجة؟؟ ما الهداية والإرشاد المرتجى من مثل هذه الحجة؟؟
ثم لماذا لا نجد أي ذكر في القرآن الكريم لهذا الإمام المحجوب الغائب؟؟
فهل الإيمان بالمهدي الذي يجب – حسب قول الشيعه – أن يعيش المؤمنون في كل لحظة في انتظار خروجه، أقل أهمية من الإيمان برجال عاشوا في الماضي ومضت على وفاتهم قرون متمادية مثل لقمان وذي القرنين، حتى يذكرهم الله في القرآن ولا يأت على إمام الشيعة بذكر؟!!
هل طريقة الكتاب في هداية الناس أن يوضح بالتفصيل الأمور ذات الأهمية الأقل، ويكتم الأمور ذات الأهمية الأكثر والأخطر؟!
([1]) انظر النوبختي، فرق الشيعة، وسعد بن عبد الله الأشعري، المقالات والفرق. | |
|