ولكن في أشرطتهم و دروسهم يصرحون بذلك، فالشيخ محسن الشيرازي يقول في تسجيل صوتي على الإنترنت:
((من جملة أفعال عائشة جريمة جنسية...ويقول: شِي آخر -هكذا- عائشة صحيح كافرة صحيح ناصبية صحيح مجرمة، ما تقول في حقها فهو صحيح)).
حتى إذا احتججت عليهم قالوا لك: هذا ليس من أئمتنا، و قوله غير معتبر، وهو لا يمثل إلا نفسه!
و إليك بعض ما وقفت عليه:
قولهم ( أما لو قام قائمنا ردت الحميراء [ أي أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها ] حتى يجلدها الحد ,وحتى ينتقم لابنة محمد صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام منها ,قيل : ولم يجلدها ؟
قال : لفريتها على أمِّ إبراهيم ,قيل : فكيف أخره الله للقائم ؟
قال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة ,وبعث القائم عليه السلام نقمة )).
و المقصود أنهم صنعوا حديثا باطلا مفاده أن عائشة رضي الله عنها اتهمت مارية القبطية ـ رضي الله عنها ـ بالزنا،و أن البراءة القرآنية التي ينسبها أهل السنة لعائشة نزلت في مارية، وهذا يستلزم أن القرآن لم يبرئ عائشة ـ رضي الله عنها ـ من حادثة الإفك، وهذا اتهام لها بالزنا.
قال القمي في تفسيره (2/99) :
(( وأما قوله : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } فإنَّ العامة –[ يقصد بهم الصحابة وأهل السنة ]- رَوَوْا أنَّها نزلت في عائشة وما رُمِيَت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة.
قال : وأما الخاصة –[يقصد بهم الشيعة ]- فإنَّهم رَوَوْا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة (والمنافقات).. ))
وساق قصة مكذوبة على عائشة -رضي الله عنها- مدارها على زرارة [الشيعي المتهم بالكذب] عن أبي جعفر يعني محمد بن علي بن الحسين
قال نجاح الطائي في كتابه ( بحوث في السيرة النبوية) { ص 79 - 103 }:
(( فقد كانت عائشة بنت أبي بكر سوداء، دميمة في وجهها أثر مرض الجدري، والحجاب هو الذي أنقدها، بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم يكابد ألم النظر إليها وتحمل أخلاقها لحكمة يريدها الله تعالى ….
عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة ، تزوجها النبي وكانت ثيباً ودخل بها بالمدينة ، ثم طلقها وراجعها ، وكانت خديجة الباكر الوحيدة من نسائه))
على كل حال هذه المسألة نظرا لتلون الشيعة، و استعمالهم التقية يحملونها محامل، وقد تعرض الدكتور ناصر القفاري لها، وجاء فيها بكلام فاصل متين،قال:
(( فقد جاء في أصل أصول التفاسير عندهم (تفسير القمي) هذا القذف الشنيع [ونص ذلك: " قال علي بن إبراهيم في قوله: { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا} [التّحريم، آية:11] ثم ضرب الله فيهما (يعني عائشة وحفصة زوجتي رسول الله مثلاً فقال: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} [التّحريم، آية10] قال: والله ما عنى بقوله { فَخَانَتَاهُمَا} إلا الفاحشة، وليقيمنّ الحدّ على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان يحبّها، فلمّا أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحلّ لك أن تخرجين – كذا – من غير محرم فزوّجت نفسها من فلان..
هذا نصّ القمّي كما نقله عنه المجلسي في بحار الأنوار: 22/240، أمّا تفسير القمّي فقد جاء فيه النّصّ، إلا أنّ المصحّح حذف اسم البصرة الذي ورد مرّتين ووضع مكانه نقط (انظر: تفسير القمّي 2/377).
والنص فيه عدم التصريح بالأسماء، فقوله: "ليقيمن الحد" من الذي يقيم؟ وقوله: "فلان، وفلانة" من هما؟ لكن شيخ الشيعة المجلسي كشف هذه التّقية وحلّ رموزها وذلك لأنه يعيش في ظل الدولة الصفوية فقال: قوله: وليقيمنّ الحدّ أي القائم عليه السّلام في الرّجعة كما سيأتي (وقد نقلت ذلك عن المجلسي في فصل الغيبة، وصرّح بالاسم وأنّها عائشة أمّ المؤمنين، إلا أنه قال بأنه بسبب ما قالته في مارية، فلم يجرؤ أن يصرح مع ذكر الاسم بما صرح به هنا من القذف الصريح) والمراد بفلان طلحة (بحار الأنوار: 22/241).
هذا النص كما ترى قد جاء في تفسير القمي الذي يوثقه شيوخهم المعاصرون، ولم يتعقبه المصحح والمعلق على تفسير القمي بشيء، فهو عار يلف السابقين والمعاصرين من شيوخهم، إلا أن المعلق على البحار عقب على النص المذكور بالدفاع عن شيخهم القمي لا الدفاع عن عائشة أم المؤمنين، وأم المؤمنين لا تحتاج إلى شهادة أحد بعد شهادة الله لها.. ولكن نذكر ذلك لبيان عظيم جرمهم.] المتضمن تكذيب القرآن العظيم، قال ابن كثير في تفسير سورة النور: "أجمع أهل العلم – رحمهم الله – قاطبة على أن من سبها ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن"
قلت: أكثر أهل السنة يكفرون من رماها بالزنا، قال القاضي أبو يعلي :
(( من قذف عائشة رضي الله عنها بما براها الله منه كفر بلا خلاف )) .
وقد حكي الإجماع على هذا غير واحد من الأئمة لهذا الحكم .
فروي عن مالك : (( من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قتل . قيل له : لم ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن )) . ( الصارم المسلول ص 566 )
وقال ابن شعبان في روايته ، عن مالك : (( لأن الله تعالى يقول : { يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا إن كنتم مؤمنين } فمن عاد فقد كفر )) . ( الشفا 2 / 1109 ) .
والأدلة على كفر من رمى أم المؤمنين صريحة وظاهرة الدلالة ، منها :
أولا : ما استدل به الإمام مالك ، أن في هذا تكذيبا للقرآن الذي شهد ببراءتها ، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر .
وقال ابن حزم - تعليقا على قول الإمام مالك السابق - : (( قول مالك هاهنا صحيح ، وهي ردة تامة ، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها )) . ( المحلي 11 / 15 ) .
ثانيا : إن فيه إيذاء وتنقيصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، من عدة وجوه ، دل عليها القرآن الكريم.
ولذا قال السبكي: (( وأما الوقيعة في عائشة رضي الله عنها والعياذ بالله فموجبة للقتل لأمرين:-
أحدهما: أن القرآن الكريم يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر، والوقيعة فيها تكذيب له.
الثاني: أنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم، والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر. ))..( فتاوى السبكي 2/592 ).
كذلك الشيعة يروون حديثا لفقوه بأسانيد مظلمة مفاده أن عائشة كانت في فراشها إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و سلم ،فجاء علي فدخل بينهما(...) حتى قالت له عائشة: أما وجدت لك مكانا أوسع لك من هذا؟ ....
قال الذهبي ( إسناده مظلم وفيه عبد السلام بن صالح أبو الصلت وهو متهم)) (ميزان الاعتدال6/556).
وذكر الذهبي ما يليق بأبي الصلت من الذم (سير الأعلام 11/447).
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)(9/114) :
(( وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف)).
قال الحافظ في(لسان الميزان6/127):
(( أخرجه العقيلي في الضعفاء [(4/166)]، وأخرج له هذا الحديث)).
1 ـ فهل وجدت في عقائد الشيعة أنهم يقولون بان السيدة عائشة زانية والعياذ بالله؟
نعم الشيعة يرمون عائشة رضي الله عنها بالزنا تصريحا و تضمينا.
2 ـ فهل هو رأي مذهب الشيعة عامة أو رأي لبعض أفراد الشيعة؟
هل قول جميع طوائفهم،ممكن جدا ،لكن بعض الشيعة كابن أبي حديد يبرئها من هذه التهم.
ولكن كون أكثر الشيعة يكفرونها،ويتهمونها بقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ويسمونها " الشيطانة "،هو أخطر من اتهامها بالزنا،و إن كانت هذه التهمة يترتب عليها هي الأخرى الكفر، إذ فيها طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم وتكذيب للقرآن