- اقتباس :
قال تعالى: { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق }(النساء:171)
وقال - صلى الله عليه وسلم - : (إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) رواه أحمد
أين أصحاب العقول !؟
اللهم إهد الشيعة
هذا الكلام لاداعي له فانه يخرج النقاش عن الاسترسال في النقاش وكانك تحكمين بصواب رايك وينتهي الامر
ثانيا اقول هل هذا رايك فاذا كان هذا رايك وتفسيرك فانه يخصك فالعلماء من اهل السنه والجماعه يقولون غير هذا التاويل
وفي حديث الكساء قال الرسول هؤلاء اهل بيتي ولم يدخل معهم ام سلمه بل اكتفى بالقول انك على خير
وخروج السيده عائشه عل خليفة المسلمين الايعتبر مخالفه لامر الله ( وقرن في بيوتكن...
- اقتباس :
- الآية واضحة لا تحتاج إلى تفسير يا أبا مُهيمن .
كيف ذلك ياعالمة عصرها
قوله تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأُولى } إلى قوله { وأطعن الله ورسوله } { قرن } من قرّ يقر إذا ثبت وأصله اقررن حذفت إحدى الراءين أو من قار يقار إذا اجتمع كناية عن ثباتهن في بيوتهن ولزومهن لها، والتبرّج الظهور للناس كظهور البروج لناظريها. والجاهلية الأُولى الجاهلية قبل البعثة فالمراد الجاهلية القديمة، وقول بعضهم: إن المراد به زمان ما بين آدم ونوح عليهما السلام ثمان مائة سنة، وقول آخرين إنها ما بين إدريس ونوح، وقول آخرين زمان داود وسليمان وقول آخرين أنه زمان ولادة إبراهيم، وقول آخرين إنه زمان الفترة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أقوال لا دليل يدل عليها.
وقوله: { وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله } أمر بامتثال الأوامر الدينية وقد أفرد الصلاة والزكاة بالذكر من بينها لكونهما ركنين في العبادات والمعاملات ثم جمع الجميع في قوله: { وأطعن الله ورسوله }.
وطاعة الله هي امتثال تكاليفه الشرعية وطاعة رسوله فيما يأمر به وينهى بالولاية المجعولة له من عند الله كما قال: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم }.
قوله تعالى: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } كلمة { إنما } تدل على حصر الإِرادة في إذهاب الرجس والتطهير وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرد الاختصاص أو مدحاً أو نداء يدل على اختصاص إذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله: { عنكم } ، ففي الآية في الحقيقة قصران قصر الإِرادة في إذهاب الرجس والتطهير وقصر إذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت.
وليس المراد بأهل البيت نساء النبي خاصة لمكان الخطاب الذي في قوله: { عنكم } ولم يقل: عنكن فإما أن يكون الخطاب لهن ولغيرهن كما قيل: إن المراد بأهل البيت أهل البيت الحرام وهم المتقون لقوله تعالى: { إن أولياؤه إلا المتقون } أو أهل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الذين يصدق عليهم عرفاً أهل بيته من أزواجه وأقربائه وهم آل عباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه، ولعل هذا هو المراد مما نسب إلى عكرمة وعروة إنها في أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة.
أو يكون الخطاب لغيرهن كما قيل: إنهم أقرباء النبي من آل عباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي.
وعلى أي حال فالمراد بإذهاب الرجس والتطهير مجرد التقوى الديني بالاجتناب عن النواهي وامتثال الأوامر فيكون المعنى أن الله لا ينتفع بتوجيه هذه التكاليف إليكم وإنما يريد إذهاب الرجس عنكم وتطهيركم على حد قوله:
{ ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم ويتم نعمته عليكم }
[المائدة: 6]، وهذا المعنى لا يلائم شيئاً من معاني أهل البيت السابقة لمنافاته البينة للاختصاص المفهوم من أهل البيت لعمومه لعامة المسلمين المكلفين بأحكام الدين.
وإن كان المراد بإذهاب الرجس والتطهير التقوى الشديد البالغ ويكون المعنى: أن هذا التشديد في التكاليف المتوجهة إليكن أزواج النبي وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه به بل ليذهب عنكم الرجس ويطهركم من تعميم الخطاب لهن ولغيرهن بعد تخصيصه بهن، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصاً بغيرهن وهو ظاهر ولا عموم الخطاب لهن ولغيرهن فإن الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف وتضعيف الثواب والعقاب.
لا يُقال: لم لا يجوز أن يكون الخطاب على هذا التقدير متوجهاً أليهن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكليفه شديد كتكليفهن.
لأنه يُقال: إنه صلى الله عليه وآله وسلم مؤيد بعصمة من الله وهي موهبة إلهية غير مكتسبة بالعمل فلا معنى لجعل تشديد التكليف وتضعيف الجزاء بالنسبة إليه مقدمة أو سبباً لحصول التقوى الشديد له امتناناً عليه على ما يعطيه سياق الآية ولذلك لم يصرح بكون الخطاب متوجهاً إليهن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط أحد من المفسرين وإنما احتملناه لتصحيح قول من قال: إن الآية خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن كان المراد إذهاب الرجس والتطهير بإرادته تعالى ذلك مطلقاً لا بتوجيه مطلق التكليف ولا بتوجيه التكليف الشديد بل إرادة مطلقة لإِذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت خاصة بما هم أهل البيت كان هذا المعنى منافياً لتقييد كرامتهن بالتقوى سواء كان المراد بالإِرادة الإِرادة التشريعية أو التكوينية.
وبهذا الذي تقدم يتأيد ما ورد في أسباب النزول أن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم.
وهي روايات جمّة تزيد على سبعين حديثاً يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن أُم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبي الحمراء وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبد الله بن جعفر وعلي والحسن بن علي عليهما السلام في قريب من أربعين طريقاً.
وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق والرضا عليهم السلام وأُم سلمة وأبي ذر وأبي ليلى وأبي الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقاً.
فإن قيل: إن الروايات إنما تدل على شمول الآية لعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام ولا ينافي ذلك شمولها لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يفيده وقوع الآية في سياق خطابهن.
قلنا: إن كثيراً من هذه الروايات وخاصة ما رويت عن أُم سلمة - وفي بيتها نزلت الآية - تصرح باختصاصها بهم وعدم شمولها لأزواج النبي وسيجيء الروايات وفيها الصحاح.
فإن قيل: هذا مدفوع بنص الكتاب على شمولها لهن كوقوع الآية في سياق خطابهن.
قلنا: إنما الشأن كل الشأن في اتصال الآية بما قبلها من الآيات فهذه الأحاديث على كثرتها البالغة ناصة في نزول الآية وحدها، ولم يرد حتى في رواية واحدة نزول هذه هذه الآية في ضمن آيات نساء النبي ولا ذكره أحد حتى القائل باختصاص الآية بأزواج النبي كما ينسب إلى عكرمة وعروة، فالآية لم تكن بحسب النزول جزءاً من آيات نساء النبي ولا متصلة بها وإنما وضعت بينها إما بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عند التأليف بعد الرحلة، ويؤيده أن آية { وقرن في بيوتكن } على انسجامها واتصالها لو قدّر ارتفاع آية التطهير من بين جملها، فموقع آية التطهير من آية { وقرن في بيوتكن } كموقع آية { اليوم يئس الذين كفروا } من آية محرمات الأكل من سورة المائدة، وقد تقدم الكلام في ذلك في الجزء الخامس من الكتاب.
وبالبناء على ما تقدم تصير لفظة أهل البيت اسماً خاصاً - في عرف القرآن - بهؤلاء الخمسة وهم النبي وعلي وفاطمة والحسنان عليهم الصلاة والسلام لا يطلق على غيرهم، ولو كان من أقربائه الأقربين وإن صحَّ بحسب العرف العام إطلاقه عليهم.
والرِّجس - بالكسر فالسكون - صفة من الرجاسة وهي القذارة، والقذارة هيئة في الشيء توجب التجنب والتنفر منها، وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير، قال تعالى:
{ أو لحم خنزير فإنه رجس }
[الأنعام: 145]، وبحسب باطنه - وهو الرجاسة والقذارة المعنوية - كالشرك والكفر وأثر العمل السيئ، قال تعالى:
{ وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون }
[التوبة: 125]، وقال:
{ ومن يرد أن يضلَّه يجعل صدره ضيّقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون }
[الأنعام: 125]. وأياً ما كان فهو إدراك نفساني شعوري من تعلق القلب بالاعتقاد الباطل أو العمل السيئ وإذهاب الرجس - واللام فيه للجنس - إزالة كل هيئة خبيثة في النفس تخطئ حق الاعتقاد والعمل فتنطبق على العصمة الإِلهية التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإِنسان من باطل الاعتقاد وسيىء العمل.
على أنك عرفت أن إرادة التقوى أو التشديد في التكاليف لا تلائم اختصاص الخطاب في الآية بأهل البيت، وعرفت أيضاً أن إرادة ذلك لا تناسب مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من العصمة.
فمن المتعين حمل إذهاب الرجس في الآية على العصمة ويكون المراد بالتطهير في قوله: { ويطهركم تطهيراً } - وقد أُكد بالمصدر - إزالة أثر الرجس بإيراد ما يقابله بعد إذهاب أصله، ومن المعلوم أن ما يقابل الاعتقاد الباطل هو الاعتقاد الحق فتطهيرهم هو تجهيزهم بإدراك الحق في الاعتقاد والعمل، ويكون المراد بالإِرادة أيضاً غير الإِرادة التشريعية لما عرفت أن الإِرادة التشريعية التي هي توجيه التكاليف إلى المكلف لا تلائم المقام أصلاً.
والمعنى: أن الله سبحانه تستمر إرادته أن يخصكم بموهبة العصمة بإذهاب الاعتقاد الباطل وأثر العمل السيئ عنكم أهل البيت وإيراد ما يزيل أثر ذلك عليكم وهي العصمة.
- اقتباس :
2- قوله تعالى : (( فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ))
قوله تعالى: { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم } , الفاء للتفريع, وهو تفريع المباهلة على التعليم الإِلهي بالبيان البالغ في أمر عيسى ابن مريم عليهما السلام مع ما أكده في ختمه بقوله: الحق من ربك فلا تكن من الممترين. والضمير في قوله: فيه راجع إلى عيسى أو إلى الحق المذكور في الآية السابقة.
وقد كان البيان السابق منه تعالى مع كونه بياناً إلهياً لا يرتاب فيه مشتملاً على البرهان الساطع الذي يدل عليه قوله: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم } الآية, فالعلم الحاصل فيه علم من جهة البرهان أيضاً, ولذلك كان يشمل أثره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من كل سامع فلو فرض تردد من نفس السامع المحاج من جهة كون البيان وحياً إلهياً لم يجز الارتياب فيه من جهة كونه برهاناً يناله العقل السليم, ولعله لذلك قيل: من بعد ما جاءك من العلم ولم يقل: من بعد ما بيناه لهم.
وها هُنا نكتة أُخرى وهي أن في تذكيره صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم تطييباً لنفسه الشريفة أنه غالب بإذن الله, وأن ربه ناصره وغير خاذله البتة.
قوله تعالى: { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } ، المتكلم مع الغير في قوله: ندع, غيره في قوله: أبناءنا ونساءنا وأنفسنا, فإنه في الأول مجموع المتخاصمين من جانب الإِسلام والنصرانية, وفي الثاني وما يلحق به من جانب الإِسلام, ولذا كان الكلام في معنى قولنا: ندع الأبناء والنساء والأنفس فندعو نحن أبناءنا و نساءنا وأنفسنا وتدعون أنتم أبنائكم ونساءكم وأنفسكم, ففي الكلام إيجاز لطيف.
والمباهلة والملاعنة وإن كانت بحسب الظاهر كالمحاجة بين رسول الله وبين رجال النصارى لكن عممت الدعوة للأبناء والنساء ليكون أدل على اطمئنان الداعي بصدق دعواه وكونه على الحق لما أودعه الله سبحانه في قلب الإِنسان من محبتهم والشفقة عليهم فتراه يقيهم بنفسه, ويركب الأهوال والمخاطرات دونهم, وفي سبيل حمايتهم والغيرة عليهم والذبّ عنهم, ولذلك بعينه قدم الأبناء على النساء لأن محبة الإِنسان بالنسبة إليهم أشد وأدوم.
ومن هنا يظهر فساد ما ذكره بعض المفسرين: أن المراد بقوله: ندع أبناءنا وأبناءكم " الخ " ندع نحن أبناءكم ونساءكم وأنفسكم, وتدعوا أنتم أبناءنا ونساءنا وأنفسنا, وذلك لإِبطاله ما ذكرناه من وجه تشريك الأبناء والنساء في المباهلة.
وفي تفصيل التعداد دلالة أخرى على اعتماد الداعي وركونه إلى الحق, كأنه يقول: ليباهل الجمع الجمع فيجعل الجمعان لعنة الله على الكاذبين حتى يشمل اللعن والعذاب الأبناء والنساء والأنفس فينقطع بذلك دابر المعاندين, وينبت أصل المبطلين.
وبذلك يظهر أن الكلام لا يتوقف في صدقه على كثرة الأبناء ولا على كثرة النساء ولا على كثرة الأنفس فإن المقصود الأخير أن يهلك أحد الطرفين بمن عنده من صغير وكبير, وذكور وإناث, وقد أطبق المفسرون واتفقت الرواية وأيده التاريخ: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضر للمباهلة
ولم يحضر معه إلاَّ علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام فلم يحضر لها إلاَّ نفسان وابنان وامرأة واحدة وقد امتثل أمر الله سبحانه فيها.على أن المراد من لفظ الآية أمر, والمصداق الذي ينطبق عليه الحكم بحسب الخارج أمر آخر, وقد كثر في القرآن الحكم أو الوعد والوعيد للجماعة؛ ومصداقه بحسب شأن النزول واحد كقوله تعالى:
{ الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن أمهاتهم }
[المجادلة: 2] الآية، وقوله تعالى:
{ والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا }
[المجادلة: 3]، وقوله تعالى:
{ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء }
[آل عمران: 181]، وقوله تعالى:
{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو }
[البقرة: 219] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي وردت بلفظ الجمع ومصداقها بحسب شأن النزول مفرد.
قوله تعالى: { ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } ، الابتهال من البهلة بالفتح والضم وهي اللعنة؛ هذا أصله ثم كثر استعماله في الدعاء, والمسألة إذا كان مع إصرار وإلحاح.
وقوله: { فنجعل لعنة الله } ، كالبيان للابتهال, وقد قيل: فنجعل, ولم يقل: فنسأل إشارة إلى كونها دعوة غير مردودة حيث يمتاز بها الحق من الباطل على طريق التوقف والابتناء.
وقوله: الكاذبين مسوق سوق العهد دون الاستغراق أو الجنس إذ ليس المراد جعل اللعنة على كل كاذب أو على جنس الكاذب بل على الكاذبين الواقعين في أحد طرفي المحاجة الواقعة بينه صلى الله عليه وآله وسلم وبين النصارى حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله لا إله غيره وإن عيسى عبده ورسوله " وقالوا: إن عيسى هو الله أو إنه ابن الله أو إن الله ثالث ثلاثة.
وعلى هذا فمن الواضح أن لو كانت الدعوى والمباهلة عليها بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين النصارى أعني كون أحد الطرفين مفرداً والطرف الآخر جمعاً كان من الواجب التعبير عنه بلفظ يقبل الانطباق على المفرد والجمع معاً كقولنا: فنجعل لعنة الله على من كان كاذباً, فالكلام يدل على تحقق كاذبين بوصف الجمع في أحد طرفي المحاجة والمباهلة على أي حال: إما في جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإما في جانب النصارى, وهذا يعطى أن يكون الحاضرون للمباهلة شركاء في الدعوى فإن الكذب لا يكون إلاَّ في دعوى فلمن حضر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,
وهم علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام شركة في الدعوى, والدعوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا من أفضل المناقب التي خص الله به أهل بيت نبيه عليهم السلام, كما خصهم باسم الأنفس والنساء والأبناء لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم من بين رجال الأمة ونسائهم وأبنائهم.