إن الإمام علي (عليه السلام) في زمن خلافته لم يكن مختصاً بالشيعة فقط بل كان خليفة لكل المسلمين، وإذا صدر من الإمام تذمر من بعض رعيته فهم لابد أن يكونوا ممن ضعف اعتقادهم بالإمام كونه الإمام المعصوم المفترض الطاعة الذي لا بد من القتال معه، وان مثل هكذا شخص يحمل مثل هكذا عقيدة ضعيفه لابد أن لا يكون شيعياً خالصاً لان من سمات الشيعة المخلصين الانقياد لإمامهم المعصوم.
نعم، قد تجد في قلب مثل هكذا شخص مقدار من المحبة للإمام ولكن مجرد الحب لوحده لا يجعله من شيعته فالمسلمون اليوم كلهم يدّعون محبة الإمام.
وإذا لاحظنا معارك الإمام (ع) الثلاثة نجد أن معركة الجمل انتصر فيها ولم يكن الإمام (ع) بحاجة إلى أنصار أكثر ممن خرج معه، وكذلك الحال في معركة النهروان حيث تم القضاء المبرم على الخوارج , فتخلف بعض أصحاب الإمام (ع) عن المعركة لو فرض حصوله قد لا يكون بسبب الخذلان بل لعدم حاجة الإمام (ع) لهم كونه يعرف أن العدد الموجود عنده كاف لتحقيق النصر.
نعم، معركة صفين طال أمدها وكان الإمام بحاجة مستمرة إلى المقاتلين، فمن تقاعس عن تلك المعركة مع سماعه لطلب الإمام (ع) بالنصرة ومقدرته على ذلك فإن لم يحب دعوة الإمام (ع) يكون خاذلاً له , ولو لاحظنا أولئك النفر لوجدنا أغلبهم ممن يضعف اعتقاده بالإمام (ع) من جهة كونه معصوماً مفروض الطاعة، وبالتالي لا يمكن تسميتهم بالشيعة وانما غلبت عليهم التسمية بسبب ما يلاحظ في ادعاءهم الحب لهم، وقلنا أن الحب لوحده لا يكفي في التشيع، فهل مثلاً يمكن لك أن تعتبر أبا هريرة تعتبره شيعياً وهو الذي كان يقول: (الصلاة خلف علي أقوم وطعام معاوية أدسم والقعود على هذا التل أسلم)؟!! فهو يعرف أفضلية الإمام علي (ع) لكنه ينحاز إلى طعام معاوية وينظر لنفسه المصلحه بعدم القتال لكونه أسلم ولا ينظر إلى وجوب انقياده إلى إمامه أو خليفته. وعلى هذه الشاكله تجد من تخلف عن علي (عليه السلام).
ومما شرحنا يتوضح لك أن هذا المدعى عارف عن الصحة وإنما هو تلفيق من أعداء الشيعة للتشنيع عليهم ويصورون للناس أن أهل الكوفة كانوا شيعة وأنهم هم من خذلوا الإمام علي(ع) والحسن(ع) وقتلوا الحسين(ع), ولكن في كلامهم مغالطة قد تخفى على السامع، وهي أن أهل الكوفة كانوا شيعة! والصحيح هو أن كل أهل الكوفة لم يكونوا شيعة وإنما أكثر الشيعة كانوا في الكوفة، فلاحظ