- اقتباس :
- أريد دليل واحد من القرآن على الإمامة
قال تعالى : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنواْ الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاَةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) (المائدة : 55) . حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي (عليه السلام) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
مصادر أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل، للحسكاني الحنفي، ج1، ص161 / ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب، ج2، ص409 / ح908 .
3. تفسير الطبري، ج6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري، ج2، ص 150 / ح151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولايه علي بحكم المقارنة .
2ـ من السنة الشريفة .
أ. حديث المنزلة، وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). وهو من الأحاديث المتواترة فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة.
ومصادره كثيرة، أيضا نذكر منها :
1. صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، ج5/ص129، دار الفكر .
2. صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ج5/ص301/ح3808 دار الفكر .
3. مسند أحمد بن حنبل، ج3/ص50/ح1490 .
4. سنن ابن ماجة، ج1/ص42/ح115، دار إحياء الكتب .
5. تاريخ الطبري، ج3/ص104 .
وتركنا الكثير للاختصار .
ودلالته على ولاية علي (عليه السلام) وإمامته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) واضحة إذ أن هارون كان خليفة لموسى (عليهما السلام) ونبياً، وقد أثبت رسول الله 0صلى الله عليه وآله وسلم) نفس المنزلة لعلي (عليه السلام) باستثناء النبوة، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة له (عليه السلام) .
ب. حديث الغدير، وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم ـ من خطبة طويلة ـ ثم قال : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…).
وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات، وإليك بعض المصادر :
1. الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر .
2. كنز العمال للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2 .
3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي(ع) .
4. صحيح مسلم ، ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه) .
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحب والصديق وغيرهما لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية. أما المقالية : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي (عليه السلام) بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله : (وأنا أولى بهم من أنفسهم) فهي قرينة تفيد ان معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله : (من كنت مولاه فهذا مولاه) . وأما الحالية: فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه . وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بارجاع من سبق وانتظار من تأخر عن الحير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب . كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس إن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للاسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه .
أم ان ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى : ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس))(المائدة:67) .
وهنالك أدلة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لاتباعه .