بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى على محمد واله الطاهرين الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
يوما ما شاء القدر ان ادخل احد الغرف الصوتيه في برنامج المحادثه الشهير المسمى بالبالتوك لاجد غرفه تحمل اسم (انصار الامام المهدي) فلفت انتباهي ذلك العنوان الخطير وبدأت اتسائل هل ان هؤلاء مجانين ام حصل خطب ما؟ على اية حال التمست جانب الصمت لاستمع لما يقولون صوتيا وكتابيا فوجدت ان اصحاب هذه الغرفه لديهم ادله نقليه وعقليه ولايتكلمون وفق اهوائهم فقررت ان اجمع ادله تفند مزاعمهم واكاذيبهم وبعد مضي فتره جمعت كل ماطرحوه من ادله في كتبهم ومواقعهم ورجعت الى اصل تلك الادله والمصادر والحقيقه انني ذهلت لما رايت من الامانه العلميه في النقل حيث انهم مازادوا ولانقصوا حرفا في كل روايه تناقلوها من المصادر الاسلاميه او اليهوديه او النصرانيه مما جعلني اشعر بشعور غريب واحساس لم يسبق له مثيل ان هؤلاء صادقون نوعا ما ولكن ربما يكون هذا كالطعم الذي يوقعون به الفريسه فالتزمت جانب الحذر والحيطه في التعاطي معهم بعد ذلك هالني امر عظيم وخطب جسيم لما قرأت كتب السيد احمد الحسن ع لانني ومنذ نعومة اظفاري قرأت من الكتب والمصادر العلميه والادبيه الكثير جدا حتى انها لاتحضرني كلها ان اردت ان احصيها بيد اني لم ارى هكذا اسلوب في كتب السيد احمد الحسن فتسائلت مع نفسي ياترى ايعقل ان يكون ماكتبه هذا الرجل من تلقاء نفسه ام هناك من املى عليه ذلك؟ كررت قراءة تلك الكتب وخاصه كتاب المتشابهات والعجل واضاءات ورحلة موسى الى مجمع البحرين فذهلت وصعقت فلم اقرأ هكذا كتب طوال حياتي ولكني تداركت نفسي واخذتني العزه بالاثم وقلت ربما تلك الكتب تعود لمؤلفين مجهولين او علماء اخرين لم يتسنى لي قراءة نتاجهم العلمي فبحثت مرارا وتكرارا واخذت اشرق واغرب دون جدوى0
مضت الايام وقررت ان لاادخل تلك الغرفه لانهم ربما صهاينه باعتبارهم يشيدون بالنجمه السداسية نجمة اليهود او ربما هم حزب مأجور يعمل لصالح دولة اجنبيه هدفها تدمير الاسلام والمسلمين او هم قوم يريدون بث الفتنه والفرقه بين صفوف المسلمين لاننا نعيش زمن الفتن التي جاءتنا كقطع الليل المظلم فالتزمت العزلة وقلت في نفسي لله امر هو بالغه ولابد للحق ان يظهر ان كان معهم او عليهم لان الله متم نوره ولو كره المشركون0
الافكار في رأسي تتلاطم وعواصف تحرك امواج عاليه في مخيلتي ولااجد احدا الجأ اليه لاحدثه بمضمون تلك الدعوة لاني ارى ان اصحابي كلهم همج رعاع لاعالم فيهم ولافقيه وليس لهم هم الا بطونهم وافواههم الفاغرة فزاد ذلك في الطين بلة واحسست ان روحي تكاد تفارق جسدي حزنا ومكابدة فما من صديق ترجو مودته يحمل علما يستطيع به ان يرد الصاع صاعين لهؤلاء المدعين ولااعلم هل من حسن حظي او سوء حظي انني دخلت تلك الروم الله اعلم0
: في صباح احد الايام دخلت الى احد المطاعم الشعبية في مدينتي لاتناول الفطور واذا بشاب يرتدي زي الشرطه يجلس بقربي على نفس الطاولة ونادى على صاحب المطعم قائلا هات طعام لشخصين فظننت انه كان يريد ان افطر معه لانه ربما يعرفني وانا لااعرفه ثم التفت الي متبسما وقال هل تعلم لم طلبت طعام لشخصين فقلت له حتما هناك شخص تنتظره او انك جائع وتحتاج الى طعام وفير فرد قائلا كلا ولكن افعل كما يفعل اتباع اليماني فاستغربت من كلامه وقلت له ماذا تعني فقال ان اصحاب احمد الحسن اليماني يفعلون هكذا في المطاعم لانهم يعتقدون ان اليماني ياكل معهم دون ان يروه لذا يطلبون طعاما لشخصين وقد امسكنا ببعضهم واعترفوا بذلك وانهم مجانيين وضالين وووو الخ 0
سرني كلامه وضحكت بادء الامر لكني بعد ذلك شعرت بغضب شديد لم افهم تفسيره ونظرت الى هذا الشرطي وكأنه ابليس ولااعلم مالسبب حتى ان وجهي غطته سحابة من كئابه وحزن عميق لم اجد له تفسيرا وقمت من مكاني متفكرا ولعنت حظي العاثر لان تلك الدعوى لاتريد ان تفارقني رغم هروبي منها0
عدت الى المنزل وكان يوم جمعة وعائلتي لم تكن في المنزل فشعرت برغبة بالنوم وبينما انا مستلقي على فراشي اخذت الافكار تحوم برأسي من جديد ونمت ورايت في منامي رؤيا تشدني الى تلك الدعوى انتبهت مذعورا لما رايت وخرجت مسرعا الى منزل احد اقاربي ثم قررت ان انعطف الى احد اصدقائي عسى ان انسى ماحل بي ورحت اتجاذب اطراف الحديث حول الدعوى مع صديقي الذي اثق به فابتدرني قائلا لاتكن مجنونا الاتذكر احد اتباع اليماني الذي ظهر على قناة الشرقيه والذي اضحك العالم ؟فقلت له بلى رايت ذلك فقال اذن دع الامر وارح نفسك عناء تلك الافكار فسكت عنه ثم هممت بالانصراف بعد تناول الشاي وعدت الى منزلي اجر اذيال الخيبه0
جن علي الليل وتكررت الرؤى مرة واخرى واخرى وانا مرعوب من ذلك فقررت هذه المره المواجهه مهما كان الثمن فخطرت في بالي فكرة ان اذهب الى احد انصار اليماني لاني اعرفه مسبقا وهو يعرفني ثم ترددت لان ذلك الشخص مطلوب للقوات الامنيه وربما ان ذهبت الى منزله قد اكون خاطرت بحياتي او اخاطر بحياة عائلته وقد اشيع مؤخرا ان هذا الشخص سافر الى البصرة ويرافق احمد الحسن فاقلعت عن تلك الفكرة التي لم تلاقي قبولا عندي نهاية المطاف0
فكرت بعد ذلك وقلت مع نفسي لم لاادخل البالتوك مرة اخرى واناقش اتباع اليماني؟ ولكن ماذا لو عرفني اصدقائي في البالتوك ؟وانا معروف بسبب صوتي في كثير من الغرف حيث كنت ادمن حوار في غرف اغلبها اجتماعيه لاتمت الى العقائد والاديان بصلة ثم انني لست متدينا ومن اشد المعتزلين عن رجال الدين بالرغم من كوني املك ثقافة دينيه وتاريخيه لابأس بها فقررت ان استخدم اسلوب الكتابة مع انصار المهدي واتبعت خطة محمكه وطريقة مثاليه لاطرح عليهم اسئلة لايستطيع الرد عليها المدعي ابدا وكانت خطتي تنقسم الى الحوار بشخصيتين منفصلتين عن بعضهما دون ان اجعل خصومي يعرفون انني الشخص عينه لامر كنت قد بيّته في نفسي وكانت الخطه تتلخص باسلوب الكر والفر الذي استخدمه المقدم اوتوسكورزيني قائد قطعات حماية ادولف هتلر لارهاق الخصم وجعلة يتخبط في دوامة0
الشخصية الاولى كانت تتمثل بان اجعل نفسي عالما فطرحت الاسئلة عليهم وفوجئت بقوة خصومي لانهم ماتركوا وارده ولاشارده ولاعظيمة الا وردوا عليها باافضل مايكون
الشخصية الثانية كانت تتمثل بان اكون انسان ابله اطرح عليهم اسئلة كي اعرف مافي داخلهم من اسرار بحيث ان عرفوا اني ابله سيقعون في الفخ ويبوحوا باسرارهم كلها او بعض منها فاذا بي اصدم مرة اخرى لاني وجدت ان اسرارهم واظهارهم واحده وليس لهم الا وجه واحد فاعترفت بالهزيمه داخل نفسي ولكني لم استسلم كليا فقررت استفزارهم بالاسئله الشخصيه حول سيدهم اليماني وحول قضاياهم الشخصيه فكانوا شديدي الغضب لسيدهم ولكن في الوقت نفسه كانوا يتحملون الاسئلة الشخصية الموجهه اليهم غير اني لم اتعرض اليهم بالسب والشتم ابدا لان اخلاقهم الكريمه وحفاوة استقبالهم لي كانت تجعلني اشعر بالخجل وترغمني ان احترمهم لانهم اهل لذلك الاحترام0
جرى النقاش مرارا ولايام ولاسابيع واشهر فكنت كل يوم ارجع مغلوبا خائبا ولم انتصر يوما ابدا0
لفت انتباهي امر اخر ان هؤلاء الانصار بسطاء في كلامهم وفي تعاطيهم وتعاملهم والاغرب من ذلك انهم من عدة دول بالرغم ان اغلبهم عراقيون وبينهم مصريون ومغربيون وتونسيون وبينهم نساء ايضا وكانت تلك النسوة الانصاريات بعضهن تحاور بالميكروفون والاخرى بالكتابه وبصراحة كنت اخرج مهزوما مع كل رجل وكل امراه منهم وكلما شعرت ببعض النشوه من الانتصار واذا بالنساء الانصاريات اللواتي كنت استخف بمقامهن يفحمنني ويخرسنني بحجتهن التي لايقطعها فحول العلماء فتاكد لي ان هذا توفيق الهي لهن وليس اعتبار عفوي او علمي 0
احد الايام دخلت الى غرفة الانصار فوجدت ان النقاش محتدم بين نصراني والانصار ففرحت لذلك وقلت لقد وجدت ضالتي سيتضح عجز اتباع اليماني عن مناقشة النصارى لاني اعرف النصارى جيدا انهم يغلبون ويقهرون المسلمين بشتى فرقهم ومذاهبهم في كل مناظره ولاني جربت ذات مرة انني راسلت السستاني بمسئلة طرحها علي النصارى وبعد ثلاثه شهور تقريبا جاءني رد خجول من مكتب السستاني على تلك المسئله يضحك الثكلى يقول في نهايتة الله اعلم وكان مختوما بختم مكتب سماحة اية الله العظمى السستاني وكأني طرحت سؤالي على اسكافي وليس على عالم يعتبر انه رأس الشيعه هذا اليوم0
على اية حال كان النصراني مغرورا في طرحه لانه خبير بنقاش المسلمين ويظهر انه ذو باع طويل بالمناظرات وكنت اتوق لرؤية الانصار وهم محرجين بيد ان الانصار اوقفوه عند حده وكالوا له الردود كيلا وردوا الصاع له صاعين فهرب منهم كما تهرب الشاة اذا شد فيها الاسد الهصور0
تابعت برنامج الحوارات التي تجري بين غرفة انصار الامام المهدي وباقي الغرف الاخرى السنيه والشيعيه على حد سواء فوجدت ان السنه والشيعه لايهمهم الحق قدر مايهمهم التعصب الاعمى وتحقيق الفوز باي ثمن حتى وان نصروا مذهبهم بالكذب والتدليس وكان اهل السنه والشيعه يحاولون جر الحوار الى غير مضمونه عندما يحاصرون في زاويه ضيقه ثم بعد انتهاء الحوار يضعون اغاني واناشيد لايهام اتباعهم بانهم منتصرون والحقيقه ان المنتصر الوحيد هو جند اليماني لاغير0
من خلال دخولي لموقع الانصار استمعت لصوت اليماني من خلال الخطابات الموجوده في الموقع فشعرت بشعور غريب ينتابني واحسست بذلك الاحساس الغريب الذي مر بي بداية دخولي الغرفة واخذ قلبي يخفق رهبة ورغبة لهذا الصوت ونزلت دموعي دونما اشعر فقد وجدت حزنا عميقا وألما ينبثق من اعماقي لان صوت اليماني مزق كياني وعصف بروحي فنهضت الى خارج غرفتي خشية ان تراني اسرتي وانا ابكي0
حل شهر رمضان المبارك وشاءت الاقدار ان تحصل مناظره بين احد اتباع اليماني وكان اسمه الشيخ عبد العال سليمه محامي مصري ومعه رجل اخر صادق المحمدي شيخ دين عراقي بمواجهة الد الخصام والد اعداء الشيعه الوهابي المعروف الشيخ عدنان العرعور السوري وكانت المناظره طيلة ايام رمضان المباركه على قناة وهابيه ناصبيه اسمها صفا كنت اعلم جيدا عن طبيعة الحوار مع الوهابيه لاني ناظرتهم مرات عديده في البالتوك صوتيا وكنت اخرج منتصرا في اغلب المناظرات وقد حصل لي ان اتصلت على قناة المستقله وحاورت بعض شيوخ الوهابيه منهم عبد الرحمن العريفي وعائض القرني الا انني هذه المره كنت واثقا من انتصار انصار اليماني بالرغم من ان مدير الحوار لم يكن حياديا اضف الى ذلك ان الغرفه وهابيه بامتياز وكانت النتيجه ان خسر المبطلون اتباع ابن تيميه وابن عبد الوهاب وخرج عبد العال وصادق منتصران رغم المكيده التي كادتها تلك القناة الناصبيه للاخيران حيث تم تحريض الامن المصري ضدهما والقيا في غياهب السجون ولكن الله تعالى من عليهما بالافراج كما وعد بقوله وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين وقوله تعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا0
النهايه
توالت الرؤى معي بخصوص الدعوى واستخرت الله فكانت الخيره كلها خيرا وبركه فعقدت العزم وتوكلت على الله وامنت بتلك الدعوة المباركه في يوم مبارك يوم الغدير يوم بيعة امير المؤمنين وعيد الله الاكبر فكانت البركه باثنين بيعة وصي رسول الله وهو الامام علي ع وبيعة وصي المهدي وهو الامام احمد الحسن عليهم الصلاة والسلام جميعا واسأل الله ان يوفقني لما يرضيه ويوفق الاخوة انصار الامام المهدي وانا واعوذ بالله من الانا اشكر اخواني واخواتي الانصار لما قدموه من تبيان وتوضيح للدعوه المباركه ولانهم احتملوني رغم قسوتي وجفائي واسأل الله ان يغفر لهم ولي وينصر مولانا امام العصر والزمان الامام محمد بن الحسن ووصيه احمد الحسن عليهما وابائهما وابنائهما الصلاة والسلام واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والعاقبه للمتقين0