الحل من وجهة نظر أخي الصغير
كثيراً ما نستهين بالأطفال وفي قدراتهم ونقول بأن تفكيرهم محدود للغاية وإنهم لا يفكرون بالطرق الجدية ,وأنا احد اؤلئك الذين يحملون هذا التصور عن الأطفال ,لكن قد ثبت لي بالتجربة بان الأطفال ربما يفكرون بحلول يعجز عنها كبار القادة والزعماء
في ذات يوم رأيت أخي الصغير وهو ذو عمر ست سنوات منهمكاً بالقيام بعملٍ ما , وقد بدت علامات التعب واضحة عليه والعرق يصب من جبينه وهو يماطل بعض القطع من الخشب
فأزعجني ذلك المنظر وصرخت وقلت :ما الذي تفعله ؟؟؟؟؟؟
فقال لي :أريد أن استخرج خشبة مرتبة بهذا الطول (وأشار إلى طول يده)
قلتُ:ولمن هذه الخشبة ولمن تستعملها؟؟؟
فقال :لمعلمتنا تستعملها لضرب الطلاب ,فإن الطلاب لا يسكتون ويكسرون بالرحلات وبزجاج النوافذ ويقلبون المدرسة ولكن عندما يرون الخشبة الموجعة ويذوقون أليمها فإنهم بلا أدنى شك سوف يهدؤون ويحترمون أنفسهم
فقلت له:وما شأنك والطلاب ولماذا تتسبب في إيذائهم ؟؟؟؟
فقال :أنا لا أتسبب في هلاكهم ولا أريد هلاكهم لكن نريد الهدوء ونريد الزجاج ونريد الرحلات وكلها لا تبقى إلا ببقاء الخشبة المؤلمة
وهنا تأملت كثيراً في كلام أخي والذي كان يفكر بطريقة راقية للخلاص من مأساة الطلاب
وهنا قد لحظت من كلام أخي نتيجتين
الأولى _ إن أخي أفضل من كل السياسيين أصحاب البطون الكبيرة والواسعة والتي تستطيع إن تأكل الشعب بأكمله ,فهو يفكر في الحفاظ على ممتلكات المجتمع وكذلك يفكر في طريقة إصلاح المجتمع على العكس من السياسيين فإنهم مشغولون بالسرقات والنهب
الثانية : إن الطريقة المناسبة لإصلاح المجتمع من وجهة نظر أخي الصغير هي (العصا) ,فالعصا تقوم بدور عملاق ربما لا يوازياها النصح والإرشاد في أداء ذلك الدور المهم .
ومن هنا كان لزاماً عليّ أن انقل إليكم الحل الذي ربما لم يصل إليه القادة والزعماء وأصحاب الفخامات والحاصلون على جائزة نوبل وانتم تعلمون حال العراق
تقبلوا تحياتي