عوض الشناوي
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 24/02/2012
| موضوع: ياشيعي يقول الله في محكم التنزيل﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ﴾ الدين ليس صكوك غفران من المعمم والائمه يشهدوا بذلك الأربعاء أغسطس 29, 2012 11:22 pm | |
|
يقول الله في محكم التنزيل فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍشَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة/7، 8]، وقال أيضاً: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًافَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾ [فصلت/46] و[الجاثية/15].، وقال كذلك : ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَاعَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّبَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ [آلعمران/30].
,وقال: ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ﴾ [النحل/111]. وقال أيضاً : ﴿وَوُفِّيَتْكُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ﴾ [الزمر/70]. وقال: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّاعَمِلُوا﴾ [الأنعام/132]. وقالكذلك: ﴿وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا﴾ [الكهف/49]، وقال أيضاً:
﴿فَاليَوْمَ لَاتُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْتَعْمَلُونَ﴾ [يس/54].
فهذه الآيات تؤكِّد بكل وضوح أن الإنسان لا ينال سوى نتائج أعماله ولايحصد إلا ما زرعته يداه، وآيات القرآن تحث الإنسان دائماً على النظر فيما يدخرهلغده من أعمال صالحة وسيئة وأن لا يغفل عن نفسه، فيقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌمَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر/18].
ويقول كذلك: ﴿يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ مَاقَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ [النبأ/40]. كما أن مسألة الشفاعة في الإسلام ضيقة إلى حد تكاد تكون معه معدومة! كما تؤكد هذا المدعى آيات كريمة عديدة وتبيّنه بوضوح، من ذلك قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَايُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْيُنْصَرُونَ﴾ [البقرة/48 و123]،
أوقوله سبحانه
: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوامِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَاخُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة/254] لما رأى غلاة الشيعه أنهم لا يستطيعون التأقلم مع مثل هذاالإله وأن يراقبوا كل صغيرة وكبيرة من أعمالهم، عمدوا إلى الغلو في الأئمة فراراً من عذاب الضمير،
واخترعوا أحاديث عجيبة بل أكاذيب فاضحة بعيدة عن المنطق والعقلوالشرع، ورفعوا بعضاً من أولياء الله إلىمقام الإلهية! ثم فتحوا بابشفاعتهم للمؤمنين وجعلوه واسعاً بوسع السماء والأرض! كي تشملهم هذهالشفاعة وتجعلهم في مأمن من التعرض لجزاء أعمالهم القبيحة وتجعلهم مستحقين لجنات الخلدوأعلى درجات العليين بل في درجة يصبحون فيها دائنين لِـلَّهِ!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
وما أحسن مافهمه سلمان الفارسي الذي قال عنه الإمام محمد الباقر - عليه السلام - سلمانُ المحمدي، إنسلمان منَّا أهلَ البيت، وقال: إنه كان يقول للناس: «هربتم من القرآنإلى الأحاديث، وجدتم كتاباً رقيقاً حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبةخردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكمرجال الكشي، ص/ 18.
أجل لقد روّجوا سوق الأحاديث الموضوعة التيتقول إن المسلم يمكنه أن يصل إلى أعلى درجات الجنان وأن يُعفى من المجازاةعلى جميع السيئات بقراءة دعاء أو زيارة قبر أو ذرف دمعة حتى لو كان ذلكرياءً! والهدف من نشر هذه الأوهام هو تشويه صورة الدين المشـرقة وعرضهبصورة كريهة كي ينفر منه العقلاء ويتجرأ الجاهلون على الانغماس في المعاصي والفسقوالفجور، و الأكاذيب.
روىالكُلَيْنِيُّ في «الكافي» (باب تفسير قوله تعالى: عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ج 8/ص 162) عن سَهْلِ بْنِزِيَادٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ
«كُنْتُ قَاعِداً مَعَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلاموالنَّاسُ فِي الطَّوَافِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ: يَاسَمَاعَةُ! إِلَيْنَا إِيَابُ هَذَا الْخَلْقِ وعَلَيْنَا حِسَابُهُمْ فَمَاكَانَ لَهُمْ مِنْ ذَنْبٍ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ اللهِ عَزَّوجَلَّ حَتَمْنَا عَلَى اللهِ فِي تَرْكِهِلَنَا فَأَجَابَنَا إِلَى ذَلِكَ ومَا كَانَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَالنَّاسِ اسْتَوْهَبْنَاهُ مِنْهُمْ وأَجَابُوا إِلَى ذَلِكَ وعَوَّضَهُمُ اللهُعَزَّ وجَلَّ».
فَمَتْنُ هذا الحديث يعارضُ كتابَ اللهِ ودين الإسلاممعارضةً صريحةً ويخالفُ العقلَ والوجدان بل يجتث الدين وأحكامه ويقتلعه منجذوره! ويشجع الناس على الهرج والمرج ويسوقهم إلى الفجور والوحشية،ويفتح باب الجنة على مصراعيه للمجرمين الفاجرين مجاناًوبلا أي مقابل!!
وجملة «حَتَمْنَا عَلَى اللهِ فِي تَرْكِهِلَنَا» فيها من الوقاحة وسوء الأدب مع الله ما لايخفى على أحد،
فأيُّ كائن يملك أن يحتم على الله ويجبره علىأمر؟! لاحظ أن الحتم في اللغة الأمر الواجب الذي لا يمكنإسقاطه . فيلزم من هذا الحديث أن الإنسان الذي ضيَّع حقوق الله فلم يُصَلِّ ولم يَصُمْولم يحجَّ ولم يجاهد ولم يَقُمْ بشيء من العبادات وارتكب كل نوع من أنواعالمعاصي الشخصيَّة من شرب الخمر والزنا واللواط وأمثالها ممن ليس فيه أكل حق الناس،
سَيَحْتُمُ الأئمّةُ على اللهِ أن يكل تلك الأمور إليهم وهمسيعفون شيعتهم من تبعاتها!! وأما ما كان من حقوق العباد فهذاأيضاً سيستوهبه الأئمَّة منهم!!
أهكذا يكون الحساب يومالقيامة؟! وهل يمكن لأئمّة الهدى عليهم السلام الذين نهضوا لأجل هداية الناس وصلاحأمرهم وأفنوا أعمارهم للترويج لدين نبي الإسلام صَلَّى اللهُ عَلَيهوَآلِهِ أن ينطقوا بمثل هذا الكلام الذي يقضي على كل أتعاب ذلك النبي الكريمويذهب بها أدراج الرياح؟! هل يمكن لعاقل أن يصدق مثل هذاالكلام؟
وأي شيء في هذا الحديث يوافق كتاب الله؟ حضور علي بن أبي طالب عند كل إنسان لحظة وفاته
أوردهاالكُلَيْنِيّ في كتاب «الجنائز» من كتابه «الكافي».
جاء في حديثٍ للكافي: « عَنْسَدِيرٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (ع): جُعِلْتُ فِدَاكَيَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! هَلْ يَكْرَهُ المُؤْمِنُ عَلَى قَبْضِرُوحِهِ؟
قَالَ: لا وَاللهِإِنَّهُ إِذَا أَتَاهُ مَلَكُ المَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ جَزِعَ عِنْدَ ذَلِكَفَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ المَوْتِ يَا وَلِيَّ اللهِ لَا تَجْزَعْ فَوَ الَّذِيبَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم لَأَنَا أَبَرُّ بِكَ وَأَشْفَقُعَلَيْكَ مِنْ وَالِدٍ رَحِيمٍ لَوْ حَضَرَكَ افْتَحْ عَيْنَكَفَانْظُرْ. قَالَ: وَيُمَثَّلُلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُوَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِم عليهمالسلام...» الكُلَيْنِيّ، «الكافي»، ج3/ ص 127- 128.
إن نشر مثل هذه الأفكار نوع من الرشوة والبشارة للفسَّاق
الفجَّار الذين يتصوَّرون أنه بما أن عليَّاً (ع) سيحضر عند رأسهم عند وفاتهم، والحال أنهم يعتبرون أنفسهم من محبيهوشيعته إما لأنهم كانوا من جملة الدراويش أو لأنهم كانوا من الذين يضربونأنفسهم [في ذكرى وفاته] بالسلاسل والسيوف، ويعتبرون ذلك أقوى دليل على ولايتهمله، فإن أمورهم ستكون محلولة وسيكونون في أسعد حال!
وإلا فماذا يفيد نشر مثل هذه الأفكار في التربية وهدايةالأرواح إلى الله عزَّ وجلَّ؟! أليس في نشر مثل تلك الأفكار تشجيع لعامة المنتسبين إلى التشيّع علىالتجرُّؤ أكثر على ارتكاب المعاصي والذنوب. إن نظرةً إلى ما يجري في الأسواق تكفيلرؤية مقدار تجاهل الناس لموضوع الربا والاحتكار ومخالفة أحكامالشريعة.
وبصرف النظر عن كلذلك فما الحاجة لإثبات مثل هذا الأمر سوى وسوسة الشيطان ودسائس المعممين الذينيدفعون الإنسان نحو أودية الكفر والشرك الخطيرة، واصبح ا مذهباً مليئاً بالأوهاممفتقراً إلى العقل والتفكير السليم؟!
· لو قلنا إن محمداً وعلياً -عليهما السلام- لا يحضران عند رأس المولود حين ولادته أو الميت عند مفارقته الروح، فأيُّ خلل يصيب أركان الإيمان وأيُّ ضرر يصيب المولد أو الميت؟!
هل يعجز الله تعالى -والعياذ بالله- عن الإتيان بالمولود إلى عالم الدنيا أوأخذ الميت من هذا العالم دون وجودمحمدٍ وعليّ، حتى تتجشمون كل هذا العناء لإثبات هذه القضية؟ طبعاً نحن نعلم أن قصدكم من هذاالأمر ليس سوى التشبث بدليل لإثبات مدعاكم الشركي ولو كان هذا الدليل مثلالقشَّة!.
· هل اعتقاد الناس بحضور محمدٍ وعليٍّأو سائر الأئمة -عليهم السلام- عند رأس الميت أو المولود يساعد على نشـر حقائقالإسلام في العالم واكتشاف الناس عظمة الإسلام وأنه دينالحق؟ !أم على العكس من ذلكمن شأن نشر مثل هذه الأفكار والأوهام أن ينفُرَ حتى الأفراد المسلمون الواعون وذووالفهم، من الدين، ويحال بينهم وبين سماع حقائق الدين الحقيقية! كما نرى ذلكفعلاً. · هذه المبالغة والإفراط في قدرة ونفوذ وتسلط الأئمة نجدهامنعكسة في التوسل والشفاعة في البلدان الشيعية التي نجد المشاهد فيها عامرة أكثر منالمساجد ونجد الأوقاف والنذور فيها على المقابر أكثر من الزكوات والصدقات علىالفقراء والمصالح العامة، · نجد دعاء الأولياءوالاستغاثة بعلي والحسين -عليهما السلام- فيها أكثر من الاستغاثة بالله ومن نداء «يا الله
· نجد جماعات النائحين واللاطمين لصدورهم فيها أكثر منجماعات صلوات الجماعة وقراءة القرآن، · نجد تمني زيارة قبر الحسينوالرضا -عليهما السلام- أكثر من تمني زيارة بيت اللهالحرام، · الخوف من العباس و«شاه جراغ» أكثر من خوف اللهو....و.... لماذا يحدث كل هذا؟ إن السببفي ذلك أن الناس لم يعرفوا اللهَ حقَّ المعرفة
وإننا لنسأل: كيف عرف هؤلاء الله؟! وبأي فهم يدركون دينه وشرعه؟!
الأئمَّة الأطهار ينفون الشفاعة ولن يُغْنُوا يوم القيامة عن أحدٍ شيئاً،
1- روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة في كتابه «الأمالي» بسنده عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال لخَيْثَمَةَ: «أَبْلِغْ شِيعَتَنَا أَنَّهُ لَنْ يُنَالَ مَا عِنْدَ اللهِ إِلَّا بِعَمَلٍ وَأَبْلِغْ شِيعَتَنَا أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَصَفَ عَدْلًا ثُمَّ يُخَالِفُهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَأَبْلِغْ شِيعَتَنَا أَنَّهُمْ إذَا قَامُوْا بِمَا أُمِرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الفَائِزُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ.»( الشيخ الطوسي، «الأمالي»، ص 370.)
2- وروى الطبرسي في «مشكوة الأنوار» (ص 32)، والمجلسي في «بحار الأنوار» (ج 67/ص 309) نقلاً عن دعائم الإسلام، بسندهم عن الفُضَيْل عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «قال لي: يا فُضَيْل! أبْلِغْ من لقيتَ مِنْ مَوَالِينَا عنَّا السَّلام وَقُلْ لَهمْ إنِّي لا أُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ شيئاً إلا بالوَرَع فَاحْفَظُوا ألْسِنَتَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَعَلَيْكُمْ بالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.».
3- وروى الشيخُ الكُلَيْنِيُّ في «الروضة» من كتاب «الكافي» بالسند عن الإمام الصادق عليه السلام: «... واعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ ونَهَى لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ ولِيُنْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ، فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وقَدْ أَدْرَكَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ ومَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلَّا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِي طَاعَةِ اللهِ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً... (إلى قوله): وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَنْ دُونَ ذَلِكَ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللهِ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ» (الكُلَيْنِيُّ في الروضة من «الكافي»، ج8/ص 11).
4- قال الشيخ الطوسي - - في تفسيره القَيِّم «التبيان» (ج 8/ص67)، لدى تفسيره لقوله تعالى ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾[الشعراء:214]: «وقيل: ذَكِّر عشيرتَك الأقربين أي عَرِّفْهُم إنَّكَ لا تُغْنِي عَنْهُم مِنَ اللهِ شيئاً إن عَصَوْهُ... وقد فعل (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) ذلك». قلت وقد جاء في ذلك الحديث المشهور الذي رواه الفريقان بصور مختلفة: «أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾[الشعراء:214] قَامَ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ: يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ! يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ! اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنْ اللهِ لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنْ اللهِ شَيْئاً! سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا. يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ! إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللهِ شَيْئاً! سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ.. الحديث» ( الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي والنسائي في سننهما وأحمد في مسنده وغيرهم بعدة أسانيد وألفاظ متقاربة. وفي رواية أحمد في المسند: ﴿ يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ! اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ اللهِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنْ اللهِ لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنْ اللهِ شَيْئاً سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ﴾، هذا وقد نقل العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان (ج 15/ص333) هذه الروايات ذيل تفسيره للآية المذكورة أي قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾.
وهذه العبارة أي قوله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ): «لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنْ اللهِ شَيْئاً» مؤيّدة لما ورد في القرآن الكريم مِنْ أنَّ نَبِيَّـيْ الله نوحاً ولوطاً عليهما السلام لم يغنيا عن زوجتيهما شيئاً لما خانت كلٌّ منهما زوجها ولم تتَّبع سبيل الحق، فقال سبحانه: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾[التحريم:10].
5- روى الشيخُ الطوسيُّ في كتابه «الأمالي» بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي، قال «خدمتُ سيدَنا الإمامَ أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام ثماني عشرة سنة، فلما أردتُ الخروج ودَّعْتُهُ، وقلتُ أَفِدْنِي. فقال: بعد ثماني عشرة سنة يا جابر؟! قلت: نعم إنكُم بَحْرٌ لا يَنْزِفُ وَلا يُبْلَغُ قَعْرُهُ.
فقال: يَا جَابِرُ! بلِّغْ شيعتي عَنِّي السَّلامَ، وَأَعْلِمْهُمْ أنَّهُ لا قَرَابَةَ بَيْنَنَا وبَيْنَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ، وَلا يُتَقَرَّبُ إليْهِ إلا بِالطَّاعَةِ لَهُ. يَا جَابِرُ! مَنْ أطَاعَ اللهَ وأحَبَّنا فهو وَلِيُّنَا، وَمَنْ عَصَى اللهَ لم يَنْفَعْهُ حُبُّنَا، يَا جَابِرُ! مَنْ هذا الذي يسألُ اللهَ فَلَمْ يُعْطِهِ، أو تَوَكَّلَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكْفِهِ، أوْ وَثَقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ؟.الشيخ الطوسي، «الأمالي»، ص 296.
6- وروى الكُلَيْنِيُّ في كتاب «الكافي» بسنده عن أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ:
«يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ! كُونُوا النُّمْرُقَةَ الْوُسْطَى يَرْجِعُ إِلَيْكُمُ الْغَالِي وَيَلْحَقُ بِكُمُ التَّالِي. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ سَعْدٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! مَا الْغَالِي؟ قَالَ: قَوْمٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَا نَقُولُهُ فِي أَنْفُسِنَا فَلَيْسَ أُولَئِكَ مِنَّا وَلَسْنَا مِنْهُمْ. قَالَ: فَمَا التَّالِي؟ قَالَ: المُرتَادُ يُرِيدُ الْخَيْرَ يُبَلِّغُهُ الْخَيْرَ يُؤْجَرُ عَلَيْه . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: وَاللهِِ مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ وَلَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ وَلَا نَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً لِـلَّهِ تَنْفَعُهُ وَلَايَتُنَا وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِـلَّهِ لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَايَتُنَا. وَيْحَكُمْ لَا تَغْتَرُّوا! وَيْحَكُمْ لَا تَغْتَرُّوا!»الكُلَيْنِيُّ، «الكافي»، ج 2/ص 75- 76.
7- وروى الشيخُ الكُلَيْنِيُّ في «الروضةِ» مِنْ كتاب «الكافي»صحيفةَ الإمامِ عليِّ بنِ الحُسَين زين العابدين عليهم السلام التي رواها عنه أبو حمزة الثمالي، فذكر فيها: «...وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ عَبِيدُ اللهِ ونَحْنُ مَعَكُمْ يَحْكُمُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ سَيِّدٌ حَاكِمٌ غَداً، وَهُوَ مُوقِفُكُمْ وَمُسَائِلُكُمْ فَأَعِدُّوا الْجَوَابَ قَبْلَ الْوُقُوفِ وَالمُسَاءَلَةِ وَالْعَرْضِ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يُصَدِّقُ يَوْمَئِذٍ كَاذِباً وَلَا يُكَذِّبُ صَادِقاً وَلَا يَرُدُّ عُذْرَ مُسْتَحِقٍّ وَلَا يَعْذِرُ غَيْرَ مَعْذُورٍ، لَهُ الحُجَّةُ عَلَى خَلْقِهِ بِالرُّسُلِ وَالْأَوْصِيَاءِ بَعْدَ الرُّسُلِ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاسْتَقْبِلُوا فِي إِصْلَاحِ أَنْفُسِكُمْ وَطَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ مَنْ تَوَلَّوْنَهُ فِيهَا..الكُلَيْنِيُّ، قسم «الروضة» من كتاب «الكافي»، ج 8/ص 16. (المترجم)
8- وروى أبو الفضل علي بن الحسن الطبرسي(هو أبو الفضل، علي بن الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي. وهو ابن الحسن بن الفضل صاحب كتاب «مكارم الأخلاق» وحفيد أمين الإسلام الفضل بن الحسن مؤلف تفسير «مجمع البيان». وهو من كبار علماء القرن السادس الهجري. (المترجم) في كتابه «مشكاة الأنوار» عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «وَاللهِ مَا مَعَنَا مِنَ اللهِ بَرَاءَةٌ وَمَا بَيْنَنَا وبَيْنَ اللهِ قَرَابَةٌ وَلَا لَنَا عَلَى اللهِ حُجَّةٌ ولَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُطِيعاً نَفَعَتْهُ وَلَايَتُنَا وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ عَاصِياً لِـلَّهِ لَمْ تَنْفَعْهُ وَلَايَتُنَا(علي بن الحسن الطبرسي، «مشكاة الأنوار»، نشر المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف، 1385 هـ.)
9- وروى الشيخ الصدوق - عليه الرحمة - في كتابه «صفات الشيعة» بسنده عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «لما فتح رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) مكة قام على الصفا فقال: يا بني هاشم! يا بني عبد المطلب! إني رسول الله إليكم وإني شفيق عليكم، لا تقولوا إن محمدَّاً منَّا فوالله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلا المتقون، ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة! ألا وإني قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله عز وجل وبينكم وإن لي عملي ولكم عملكم(الشيخ الصدوق، «صفات الشيعة»، طهران: دار الأعلمي للنشر، ص 6.
10 - وروى الشيخ الصدوق في كتابه «صفات الشيعة»أيضاً بسنده عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر (أي الإمام الباقر عليه السلام): «يا جابر! أيكتفي من اتَّخذَ التشيُّع أن يقول بحبِّنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتُنا إلا من اتَّقَى اللهَ وأطاعه، وما كانوا يُعرَفون إلا بالتواضع والتخشُّع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبرِّ بالوالدين والتعهُّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفِّ الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: يا ابن رسول الله! ما نعرف أحداً بهذه الصفة! فقال لي: يا جابر! لا تذهبنَّ بك المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه! فلو قال إني أحب رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِهِ) ورسول الله خيرٌ من عليٍّ ثم لا يتَّبِعُ سيرَته ولا يعمل بِسُنَّتِهِ ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابةٌ، أحبُّ العباد إلى الله وَأكرمهم عليه: أتقاهم له وَأعْمَلُهُم بطاعته. يا جابر! ما يَتقرَّبُ العبد إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، ما معنا براءةٌ من النار ولا على الله لأحد منكم حجةٌ، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليٌّ ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوٌّ ولا تُنال ولايتنا إلا بالعمل والورع.
كانت تلك عشر روايات تنطبق مضامينها مع آيات القرآن الكريمة ومع حكم العقل والوجدان ولهذا أوردناها دون بحث في رجالها وأسانيدها عملاً بقول النبي والأئمة عليهم السلام:
«فَمَا وَافَقَ القُرْآنَ فَخُذُوهُ» وقد اكتفينا بما ذكر رغم وجود أحاديث عديدة أخرى في هذا المجال واللبيب من الإشارة يفهم،
أما الجاهل المعاند فلم تكفِهِ توراةُ موسى وعصاه ولا إنجيل عيسى ومعجزاته! فكم حري بأمة الإسلام وخاصّةً الشيعه أن يرجعوا إلى أنفسهم ويعودوا إلى جادّة الحق والصواب وينقذوا أنفسهم من شر الدجالين والشياطين والكاذبين الغلاة الذين أوقعوا كل ذلك الخسران في دنيا المسلمين وآخرتهم،
وإلا فسينطبق عليهم قوله تعالى: ﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾[الحج:11]
ياشيعي هذا هو الحجه علي الناس بشهاده سيدنا علي قال رضي الله عنه
1- فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ، حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِ مِيثَاقَهُمْ وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ، أَتَمَّ نُورَهُ وَأَكْمَلَ بِهِ دِينَهُ، وَقَبَضَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ»(نهج البلاغة، الخطبة (183). 2- 2- تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ
3- وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لا يَغُشُّ وَالْهَادِي الَّذِي لا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لا يَكْذِبُ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ، وَلا لأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنَىً؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لأْوَائِكُمْ، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالْغَيُّ وَالضَّلالُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ، وَلا تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمِثْلِهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ»(نهج البلاغة، الخطبة (176). | |
|